سكان ودادية المسيرة غاضبون، خاصة منهم، حسن، الذي وجد نفسه نهاية الأسبوع الماضي، في حالة عجز كلي، عن تدبر وسيلة لنقل والده المريض إلى مستشفى مولاي عبدالله « حتا طاكسي مابغا يدخل للتجزئة، لي هضرت معاه، كيقولي، المشكل ديال البراكة والطريق خايبة». ظل حسن في حيرة من أمره لأزيد من ساعتين، دون جدوى، ليسارع إلى طلب النجدة من أحد جيرانه، الذي غامر بسلك طريق جانبية غير معبدة للوصول إلى شارع سبتة. محمد هو من بين 200 مستفيد ( شطر ب ) بودادية المسيرة، تمكن بعد انتظار دام لسنوات من بناء منزله بالتجزئة، اعتقد أنه سينعم أخيرا بسكنه الجديد، لكنه سيفاجأ بقائمة من المشاكل. فالقاطنون لم يخفوا استياءهم حيال الصمت واللامبالاة الذي تقابل به مطالبهم، خاصة تسهيل عملية الوصول إلى مساكنهم عبر المنفذ الوحيد من شارع محمد السادس « مطلب فك الحصار، طرح على طاولة ثلاثة عمال تعاقبوا على عمالة المحمدية لكن دون أن تفلح مختلف الحلول في إنهاء المشكل» يقول رئيس الودادية، فالبناء الصفيحي، الذي يوجد وسط الملتقى الطريق لازال يعيق الوصول إلى التجزئة مباشرة. السكان المحاصرون، يواجهون بشكل يومي امتناع السائقين الدخول إلى التجزئة، والسبب المسار الذي يتوجب على الشاحنة، أو سيارات الأجرة سلكه، إما باللالتفاف وسط معابر غير معبدة، وملتوية، وضيقة، انطلاقا من الطريق المؤدية إلى جماعة بني يخلف ، أو الاعراض الكلي عن استعمال وسيلة نقل. أما المنخرطون الذين غامروا بالبناء وتشييد دورهم السكنية بعد حصولهم على الرخص، فإنهم يضطرون إلى جلب أكبر كمية من المواد لتفادي اللجوء كل مرة إلى بائعي مواد البناء من أجل اقتناء السلع. أحد المنخرطين صرح للجريدة « أن مؤسسة شبه عمومية عرضت وفي إطار الحلول التوافقية المقترحة تسليم القاطن بالبراكة شقة بأحد المشاريع الموجهة إلى السكن الاجتماعي بالمدينة، أو بقعة أرضية بحي رياض السلام والنهضة المخصصين لايواء القاطنين بدور الصفيح ، غير أن المقترح المذكور صادف عدة عقبات، أهمها عدم تحرك السلطات المحلية المسؤولة لتفعيل المساطر المعمول بها في هذا الاتجاه لاخلاء البقعة، بعد أن أعلن صاحبها رفضه لهذا الحل، ومطالبته حسب نفس المصادر باستفادة أبنائه أيضا من السكن كل بمفرده. القاطنون يواجهون كذلك مخاطر غياب الأمن بالمنطقة، نظرا لعدم توفرها على الانارة العمومية، والاتلاف الذي طال باقي التجهيزات الأخرى من أعمدة، وأسلاك كهربائية. البعض من السكان الجدد يضطرون إلى اللجوء إلى خدمات الحراس لحماية منازلهم، وسلع البناء، خاصة بعد تسجيل العديد من عمليات السرقة والاعتداءات في الآونة الأخير وصعوبة الاستنجاد بالأمن، نظرا لموقع التجزئة التي تحيط بها العشرات من دورالصفيح، والبقع الفارغة التي تحولت إلى مطارح للأزبال والنفايات.كما أن العديد من التجهيزات الأساسية الأخرى قد تعرضت للاتلاف والتخريب، كبالوعات الصرف الصحي، وقنوات المياه. الحوارات التي حاولت الودادية مباشرتها مع المعنيين، لم تكتمل، والقاطنون بالبراكة ظلوا لسنوات يقاومون، استفادة المنخرطين من سكنهم، بعد قضائهم لمايزيد عن 14 سنة من انتظار الترخيص، خاصة مع عدم التسوية الكاملة لمشكل الرسومات العقارية، حيث لم تتمكن مؤسسة العمران، من انتزاع الملكية الأصلية من إدارة الأملاك المخزنية، نتيجة عدم توافق الطرفين على ثمن بيع عقار التجزئة.