حجّ العشرات من أفراد الطائفة اليهودية من داخل المغرب وخارجه يوم الاثنين 5 يناير الجاري من أجل إحياء هيلولة بضريح الحاخام إسحاق كوهين الذي كان من أحبار اليهود عاش ودفن بمدينة قلعة السراغنة، قبل سبعة عقود، للترحم عليه والتماس بركته. وتمت المراسيم وسط إجراءات أمنيّة مكثّفة تكلّفت بها عناصر منتمية لمختلف الأجهزة من رجال الشرطة بمختلف رتبهم وأفراد القوات المساعدة وأعوان السلطة المحلية، كما تميزت الهيلولة بزيارة وفد رسمي للمقبرة اليهودية المتواجدة قرب الحي الصناعي برئاسة محمد صبري عامل الإقليم والكاتب العام للعمالة ورئيس المجلس الإقليمي ورئيس بلدية القلعة وعدد من رؤساء المصالح الأمنية والإدارية. وبحضور الوفد الرسمي تمت تلاوة تراتيل ونصوص من التوراة باللغة العبرية ثم الدعاء للملك محمد السادس، والترحم على الملكين محمد الخامس والحسن الثاني. كما شارك عدد من المسؤولين في إشعال الشموع بفرن الضريح، وهي العادة التي تجلب اليمن والبركة في اعتقاد اليهود المغاربة الذين يحظى أولياؤهم لديهم بتقدير كبير. ويشار إلى أن الاحتفال الديني المعروف ب"الهيلولة" يعتبر بالنسبة لليهود المغاربة من مختلف أصقاع العالم بمثابة حج سنوي لهم يمارسون فيه طقوسهم الخاصة بالاحتفاء بأوليائهم، وقد دأبت الطائفة اليهودية على تنظيم هيلولة قلعة السراغنة منذ ثلاث سنوات بعد إصلاح المقبرة وبناء ضريح الحاخام إسحاق كوهين الذي تحول إلى مزار لعدد من أحفاده على امتداد السنة. وفي موضوع ذي صلة يشير الأستاذ عبد الله بوزيد المهتم بتاريخ السراغنة إلى أنه عايش شخصيا أثناء طفولته الوجود اليهودي بمدينة قلعة السراغنة بحي الملاح بالقلعة الراشية، حيث أن أفراد الطائفة اليهودية بكوا بحرقة رحيل الملك محمد الخامس في شهر رمضان سنة 1961م، وأقاموا مأتما كبيرا، قبل أن تتم الهجرة الجماعية لما تبقى منهم. موسى عزوزي