لن تغني ولن تقف مجددا أمام جمهور بلدها الذي أحبته وأهدت لمدنه أجمل الأغنيات.. فبعد الثامن من شهر أكتوبر المقبل، ستطلق المطربة الشابة مريم بلمير العنان لصوتها العذب ليستمتع به أفراد أسرتها والمقربون منها، بعد قرارها اعتزال الفن والغناء بعد الاحتفال بمناسبة زواجها في التاريخ نفسه بمدينة الدارالبيضاء وسط عائلتها ولفيف من أهل الفن والإعلام والأصدقاء.. قرار صعب لم تنكر مريم بلمير قساوته بالنظر إلى عشقها الفن، الذي خيب آمالها بعد أن ولجت عالمه الحافل بالصعوبات التي تحد من الوجود والاستمراية الفنية..«اللي كنت كنتصورو في الفن، مالقيتوش..تمنيت لو أني استطعت تحقيق شهرة أوسع ونجومية أكبر بعد تسع سنوات من الغناء..فالوجود والانتشار الجماهيري في الساحة الفنية المغربية، يتطلبان ممارسات أخرى بعيدة تماما عن الموهبة الفنية..ولأني أرفض الرضوخ لها، فإن شهرتي ونجاحي لم يتعديا حدودا معينة بالنظر إلى مدة وجودي في الساحة الفنية المغربية». أما آخر لقاءاتها الجماهيرية، فستكون من خلال أغنية جينيرك المسلسل التلفزيوني «أحلام نسيم» التي سجلتها سابقا في شكل دويتو جمعها بالمطرب سعد المجرد..وهو العمل الذي سيعرض لاحقا في شكل فيديو كليب، بناء على بنود التعاقد المبرم بين الجهة المنتجة والمطربة والتي نصت على تسجيل الأغنية وتصويرها. ورغم أن مريم بلمير أكدت أنها عانت الكثير خلال مسيرتها الفنية التي انطلقت سنة 2001 من خلال مهرجان الأغنية الربيعية الذي تنظمه سنويا النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة وأنها لم تستفد ماديا من ممارستها الفنية، فإنها واصلت الاشتغال والبحث عن المميز في الكلمة والنغم بمساعدة والدها الملحن عزيز بلمير، لتقدم حوالي ثلاثين أغنية متنوعة بين العاطفية والوطنية وأخرى تغنت من خلالها مريم بالعديد من المدن المغربية..من بينها «الدارالبيضاء الباهية» و«سلام على مراكش» و«طقطوقة طنجة»...ولتحل ضيفة على العديد من البرامج التلفزيونية التي تقدمها القناة الأولى والثانية، على غرار «نغموتاي» و«السهرة لكم» و«شذى الألحان».. رصع مشوار مريم بلمير وعلى امتداد تسع سنوات بالعديد من الجوائز والتتويجات الوطنية والعربية، من بينها شهادة «الفيديوف» العالمية التي منحت لها من قبل مهرجان البحر الأبيض المتوسط بالاسكندرية وجائزة بوكرنين بتونس، إضافة إلى تمثيلها رسميا المغرب في مجموعة من الدول العربية.. لقد كانت مريم بلمير في رحلتها الفنية خير سفير لبلدها المغرب الحافل بالأصوات الشجبة والعاجز عن احتضانها وتبنيها، لتسير على خطى الفنانة المتميزة عزيزة جلال ، وتفضل دخول القفص الذهبي ومواصلة الدرب في شارع الحياة الطويل رفقة شريك عمر لا تعنيه هموم الفن وشجونه.. إكرام زايد