بعد أربعة أسابيع من الانتظار، تخللتها فصول محاكمة ماراطونية، انتهت هيئة الحكم بابتدائية مراكش مساء أول أمس الإثنين، إلى قرار يقضي بالاحتفاظ بالمتهم، الذي شوه وجه زوجته على عتبات محكمة الأسرة خلف أسوار السجن، طيلة السنوات الثلاثة القادمة. في سن مبكرة، ارتبطت سميرة بحليلها عصام، ومن يومها لم يكن لها أبدا عاصما من نيران اعتداءاته وبراكين ضرباته، فلم يذقها من عسل الزوجية سوى قطران البغض والكراهية، يتربص أصغر الهفوات ليحولها إلى دواع وأسباب موجبة لحفل تقريع وتأنيب. اتفق الزوجان على الطلاق بالتراضي، فضربا موعدا بمحكمة الأسرة بعرصة الحامض، وكل آمال سميرة معلقة على استرجاع حريتها بأقل الخسائر الممكنة، دون أن يدور في خلدها أن إقدامها على هذه الخطوة سيحيل حياتها إلى جحيم. على عتبات المحكمة، كشر الزوج عن نوايا غدره، وفاجأ الزوجة بإشهار قاطع ورق «كوبور»، لم يتردد في تسليط نصله الحاد على وجهها وعنقها، متلقفا إياها بوابل من الطعنات النافذة التي كانت تتوالى بحقد ظاهر، وتنهال على الجسد الأنثوي ملطخة إياه بموفور الجروح الغائرة والطعنات النافذة.