قال نور الدين الصايل، نائب الرئيس المنتدب لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إن الدورة 14 للتظاهرة التي تختتم مساء اليوم السبت جرت في ظروف تنظيمية جيدة، أتاحت لها تحقيق "نجاح باهر". وأبرز الصايل في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه تم إيلاء اهتمام خاص بالجانب التنظيمي للمهرجان من منطلق حرص إدارته على ضمان استقبال جيد ل 3000 ضيف معتمد، ما بين عشاق للسينما ومهنيين وصحافيين وضيوف آخرين لهذه الدورة التي كرمت السينما اليابانية. وسجل تحقيق ارتفاع بنسبة 10 إلى 15 في المائة في عدد الزوار، مما يطرح تحديا متناميا على عملية تدبير هذه التدفقات، على مدى تسعة أيام (5- 13 دجنبر)، غير أنه أبدى ارتياحه لنجاح إدارة المهرجان في رفع هذا التحدي. وهي نقطة يراها هامة بالنسبة لمهرجان مراكش الذي "يتموقع كموعد هام في المشهد السينمائي العالمي"، معربا عن قناعته بأن مراكش "مدينة وجدت لاستقبال المهرجانات الكبرى". وإجمالا، اعتبر الصايل أن تطور المهرجان منذ تأسيسه عام 2001 اتخذ "منحى تصاعديا على جميع المستويات، بما في ذلك الجانب التنظيمي واختيار الأفلام ولجن التحكيم والمكرمين". وثمن برمجة الدورة على صعيد المسابقة الرسمية بلجنة تحكيم ذات مستوى عال، عملت بجد في إطار نقاشات رفيعة في مستوى الأفلام المشاركة في المسابقة. ذات المستوى سجلته دروس السينما (ماستر كلاس) التي نشطها ثلاثة مخرجين كبار هم الدنماركي بيلي أوغست والاسباني أليكس دو لا إكليسيا والفرنسي بينوا جاكو. وبخصوص اللحظات القوية لهذه الدورة، توقف الصايل عند تكريم السينما اليابانية، التي حلت في مراكش كضيف شرف، وكذا الفقرات التكريمية الشخصية التي حظي بها ثلاثة من كبار النجوم: البريطاني جيريمي آيرونز، الأمريكي فيكو مورتينسون والمصري عادل امام. وكما كان منتظرا، فقد شكل الاستقبال الحار الذي قوبل به النجم المصري "لحظة قوية جدا" للمهرجان. وفي هذا المشهد، لم تكن السينما المغربية غائبة عن اللحظات القوية للدورة، حيث تم تكريم اسمين بارزين في قطاع الانتاج الأجنبي المصور بالمغرب، وهما زكرياء العلوي وخديجة العلمي. إنها" لحظة مميزة" ومؤثرة حسب الصايل الذي ذكر بالأمسية الخاصة التي عرفت تكريم المنتجين المغربيين أمام تصفيق حار من لدن ضيوف قصر المؤتمرات، بلسان حال يخاطب المكرمين : "شكرا على ما أسديتماه من خدمات للمغرب". وبصدد وتيرة تصوير الانتاجات الأجنبية بالمغرب، القطاع الذي ينشط فيه المكرمان، تحدث نائب الرئيس المنتدب للمؤسسة عن "سنة (2014) رائعة على اعتبار أنها ستنتهي بحصيلة مالية قدرها 11 مليون دولار، لقد تجاوزنا سقف مليار درهم من الاستثمار الخارجي بالمغرب". ويقرأ الصايل في حصيلة السنة من حيث تصوير الانتاجات الأجنبية تأكيدا على أنه تم تجاوز تداعيات أزمة 2008 نهائيا، واستعادت البلاد المعدل السنوي المعتاد للانجاز في هذا المجال. وأضاف في هذا السياق أنه "إن واصل المغرب السير في هذا الاتجاه، فإن من شأن ذلك أن يفيد كثيرا مهرجان مراكش. ومن جهته يعود المهرجان بالفائدة على الانتاجات المغربية والأجنبية المصورة بالمملكة على حد سواء". واعتبر نائب الرئيس المنتدب لمؤسسة المهرجان، أنه كلما تزايد عدد مشاريع الأفلام الأجنبية المصورة بالمغرب، كلما " أصبح للمهرجان معنى أكثر و كرس مكانته كفضاء لا محيد عنه للقاء، وهذا ما يحصل حاليا بالفعل". وعلى مستوى الإنتاج الوطني، أوضح الصايل أن السرعة القصوى قد تم بلوغها بإنتاج متوسط يتراوح ما بين 20 و 25 فيلما. وفي نظر الصايل ، المطلع على رهانات الفن السابع الوطني، والمتفائل بمستقبل القطاع بالمغرب، فإن هذا المسلسل "لا رجعة فيه". واعتبر أن ما يجب القيام به اليوم هو الانتقال إلى المرحلة الثانية ، وهي مرحلة بناء مركبات سينمائية لتطوير قطاع الاستغلال، لأن "67 شاشة في المغرب تبقى غير كافية"، مشيرا إلى أنه "يجب حتما التوفر على 300 أو 400 شاشة في المغرب الذي ينتج الكثير من الأفلام التي تستقطب الجمهور". وخلص إلى أنه "يجب حتما خلق سوق داخلية قوية ليضاهي ،في الجانب المتعلق بالاستغلال ، مستوى مصر التي تتوفر على صناعة حقيقية و لها امتياز وجود 400 شاشة ل25 فيلما وكذلك الأمر بالنسبة لجنوب إفريقيا التي تتوفر على 300 شاشة ل14 فيلما". وتختتم مساء اليوم السبت الدورة 14 لمهرجان مراكش السينمائي المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بالإعلان عن جوائز المسابقة الرسمية للأفلام المتنافسة على النجمة الذهبية.