حركة «إيطا» الانفصالية بدأت تنتهج أسلوب القاعدة في عملها، هذا ما تبين لبعض المحققين الفرنسيين بتعاون مع نظرائهم الإسبان. سرقة السيارات ليست فعلا إجراميا عاديا في كثير من الحالات، أمر كانت منتديات أمنية عالمية قد تطرقت إليه، وأكدت أن جماعات إرهابية مختلفة، تقف وراء عدد من تلك العمليات، بعضها هدفها الربح المادي من بيعها، وأخرى تستعملها في عملياتها الإرهابية وتفجيراتها المفخخة. قد تختفي سيارتك كاملة، وقد تختفي وثائقها القانونية، كما قد تسرق لوحات الترقيم منها. بلاغ عادي لدى المصالح الأمنية وانتظار ما قد يسفر عنه. ذاك كل ما يتم القيام به في غالب الأحيان، وقد ينسى الموضوع بعد طول انتظار. هناك من لا يكلف نفسه عناء التبليغ عن بعض من ذلك، خاصة عندما تضيع لوحات الترقيم، لكنه قد يجد نفسه بعد أيام أو أسابيع متورطا في قضية، يصعب عليه الخروج منها. قضية «إرهاب» من مستوى عال جدا. الشرطة الفرنسية تتابع التحقيق في عملية سرقة لوحات ترقيم سيارات بالجنوب، تنسيقها مع السلطات الإسبانية في هذا الشأن، مرتبط بشبهات حول حركة «إيطا» الانفصالية، التي تحاول استعمال تلك اللوحات، في بعض السيارات المسروقة والتي يمكن استغلالها في عمليات إرهابية محتملة. نفس الطريقة التي انتهجتها الجماعات الأصولية المتطرفة، حيث السيارات المسروقة، تحولت لما يشبه ل«عبوات ناسفة» أو «قنابل موقوتة» قد تنفجر في أي مكان وفي أي لحظة. حوالي 200 لوحة ترقيم للسيارات تمت سرقتها في الأيام القليلة الماضية ببعض مناطق الجنوب الفرنسي، أصابع الاتهام قد توجه نحو «إيطا»، لكن قد تشترك في الموضوع كل الجماعات المتطرفة. وهو ما أشار إليه التقرير الاستخباراتي الفرنسي، الذي أكد وجود تنسيقات محتملة بين التنظيمين، خاصة في مجال بعض العمليات اللوجيستيكية، المتعلقة بسرقة السيارات وتهريبها، وكذلك من خلال تزوير وثائقها ولوحات ترقيمها في الغالب. استعمال لوحات ترقيم أصلية في سيارات مسروقة، ابتكار جديد وفعال بالنسبة لهاته الجماعات، خاصة وأنها تلصقها في نفس أنواع السيارات الحقيقية. مما يسهل تزوير وثائقها وعدم إثارة شبهات حولها، خاصة خلال عمليات التهريب التي تتم في العادة في اتجاه مناطق التوتر وحسب الطلب عليها. بل إن بعضها كان قد وصل حتى باب سبتةالمحتلة، ومنها من بقي في الجهة الأخرى من المدينةالمحتلة، حتى إن أحد المتابعين في قضايا الإرهاب، الفار بسويسرا كان واحدا من انشط مهربي السيارات التي تستعمل في العمليات الإرهابية، كانت تمر عبر منافذ مختلفة وتهرب إلى جنوب الصحراء. التحقيق العميق الذي تباشره السلطات الإسبانية والفرنسية حاليا، حول الخطة الجديدة للجماعات المتطرفة، بخصوص سرقة لوحات ترقيم السيارات ستساعد على الكشف عن تقنيات جديدة لهاته الجماعات، وكذلك تدفع المواطنين بمختلف الدول للانتباه للوحات ترقيمهم التي قد تدفع بهم إلى المتابعة في قضايا لا علاقة لهم بها، فقط لكون لوحة ترقيمهم تواجدت على سيارة انفجرت في مكان ما في هذا العالم. مصطفى العباسي