عادل العثماني المتهم الرئيسي في تفجير أركانة شارد الذهن داخل زنزانته. اليوم سيغادرها من جديدة للمرة الثالثة للمثول أمام هيئة المحكمة بمحكمة الإستئناف بسلا التي ستبث في ملف حادث إرهابي أودى يوم 28 أبريل الماضي بحياة 17 مواطنا مغربيا وأجنبيا وإصابة 21 شخصا آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. عادل العثماني سيكون مرافقا بثمانية متهمين آخرين. الجميع سيجدون أنفسهم داخل القفص الزجاجي بالمحكمة بعد أن رفضت المحكمة تمتيعهم بالسراح المؤقت، ومن داخله سيراقبون دفاعهم وهو يقدم الدفوعات الشكلية في ملفهم عساها تنقذهم من العقوبات القصوى التي تنتظرهم في حالة تأكيد الإتهامات الموجهة إليهم وهي «تكوين عصابة إجرامية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وحيازة وتصنيع المتفجرات والانتماء إلى جماعة دينية محظورة وعدم التبليغ» كل حسب المنسوب إليه. في جلسة يوم الخميس 18 غشت الجاري، فقد عادل العثماني الهدوء الذي ظل يرسمه على وجهه أثناء تمثيل الجريمة بساحة جامع الفنا بمراكش أمام أنظار المحققين وعدسات رجال الإعلام، وفي المراحل السابقة لمحاكمته وأطوار التحقيق معه، وظل يردد عبارة «« أنا برئ ..».. الكل ينتظر الوجه الجديد الذي سيظهر به العثماني والذي فاجأ حتى دفاعه من قبل دون أن يكشف له سر التحول الفجائي في موقفه. أوضاعه داخل السجن والزج به في زنزانة غيرت مواقفه، ولذلك ظل يتمتم بالعربية والإنجليزية نيته الدخول في اضراب عن الطعام، ودفع دفاعه إلى طلب «عرض موكله على طبيب بالنظر إلى وضعيته الصحية التي وصفها بالمزرية خصوصا بعد دخوله في إضراب عن الطعام منذ خمسة أيام وضمان حقوقه السجنية..». عادل العثماني وبقية المتهمين سبق أن مثلوا أمام هيئة المحكمة خلال جلسة 30 يونيو، بعد أن أحالهم قاضي التحقيق المكلف بالإرهاب لدى محكمة الاستئناف بالرباط على المحكمة، وقررت النيابة العامة متابعتهم من أجل جرائم تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية والاعتداء عمدا على حياة الأشخاص وعلى سلامتهم وصنع ونقل واستعمال المتفجرات خلافا لأحكام القانون في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف وعقد اجتماعات عمومية بدون ترخيص وممارسة نشاط في جمعية غير مرخص لها وعدم التبليغ عن جريمة إرهابية. بعد المرحلة الأولى من تقديم الدفوعات الشكلية، كل الأنظار ستتجه نحو مناقشة الملف والإستماع للمتهم الرئيسي عادل العثماني، فقد يكشف عن حقائق جديدة حول حادث ارهابي حول ساحة الفرجة، غلى معترك مخضب بالدماء وأشلاء زوار المدينة الأمنين.