تنظر الغرفة الجنائية الابتدائية المكلفة بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، صباح اليوم الخميس، في ملف الاعتداء الإرهابي على مقهى "أركانة" بمراكش. العثماني محاطا برجال الأمن خلال إعادة تمثيل أطوار اعتدائه الإرهابي وتعتبر جلسة اليوم، ثالث جلسات محاكمة المتهمين، وعددهم 9 أبرزهم عادل العثماني، مدبر ومنفذ الاعتداء الإرهابي بمقهى أركانة والمتهم الرئيسي في الملف، بعد إعلان الهيئة القضائية عن ضم ملف ثان يتابع فيه متهم واحد في حالة اعتقال، ومتهم تحت المراقبة القضائية إلى الملف الأصلي، الذي يتابع فيه سبعة متهمين. يذكر أن الهيئة القضائية، أجلت في غشت الماضي، مناقشة الملف من أجل تمكين دفاع المطالبين بالحق المدني من إعداد دفوعاته الشكلية، كما جرى تقديم النقيب عبد الرحيم الجامعي، من هيئة المحامين بالرباط، لإنابته على بعض الضحايا. وحضر، خلال الجلسة السابقة، المتهمون التسعة، من بينهم عادل العثماني، كما حضر الجلسة العديد من أفراد عائلات الضحايا، أغلبهم أجانب من جنسية فرنسية. وكانت مصادر مقربة من الملف، أكدت أنه قبل انطلاق المحاكمة، ودخول الهيئة القضائية، شرع أفراد عائلات الضحايا والحضور في الابتسام تهكما على المتهم الرئيسي عادل العثماني، الذي شرع في مخاطبة الحاضرين من الأجانب، معتقدا أنهم مراقبون دوليون، باللغة العربية والإنجليزية، مؤكدا براءته. كما تقدم، خلال الجلسة نفسها، محامو الدفاع عن المتهمين، بدفوعاتهم الشكلية، المتمثلة في عرض المتهم الرئيسي على طبيب نفساني، للتأكد من سلامة قواه العقلية، كما طالبوا بإيفاد لجنة مراقبة إلى سجن الزاكي، للوقوف على حالة المتهمين داخل السجن، وهو ما اعترض عليه ممثل النيابة العامة، الذي تدخل طالبا من الهيئة القضائية رفض ملتمسات الدفاع، مؤكدا خطورة الأفعال المرتكبة من طرف المتهمين، ومشيرا إلى أن المتهم عادل لم يظهر عليه منذ انطلاق المحاكمة أي مرض عضوي أو نفسي، وأن حالته الصحية جيدة. كما تقدم الدفاع بطلبات السراح المؤقت لموكليه، ملتمسا في مداخلته بتطبيق القواعد الدنيا في معاملة السجناء على المتهمين، وفقا للقوانين والمواثيق الدولية، التي صادق عليها المغرب، في حين، رفضت الهيئة القضائية في ختام الجلسة، التي استمرت لأزيد من ساعة، جميع ملتمسات دفاع المتهمين. ويتابع هؤلاء الأظناء من أجل تهم "تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية، والاعتداء عمدا على حياة الأشخاص وعلى سلامتهم، وصنع ونقل واستعمال المتفجرات، خلافا لأحكام القانون، في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب، وعقد اجتماعات عمومية دون تصريح مسبق، وممارسة نشاط في جمعية غير مرخص لها" كل حسب المنسوب إليه. وكانت مقهى "أركانة" بساحة "جامع الفنا" بمراكش تعرضت يوم 28 أبريل الماضي لاعتداء إرهابي، خلف مقتل 17 مواطنا مغربيا وأجنبيا وإصابة 21 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة.