تم، أمس الثلاثاء بالرباط، افتتاح المقر الجديد للسفارة الكندية بالمغرب بحضور عدد من الوزراء والسفراء المعتمدين بالمغرب وشخصيات أخرى. وقال الوزير الكندي المكلف بالتنمية الدولية والفرنكوفونية، كريستيان بارادي، في كلمة خلال ترأسه حفل افتتاح السفارة الجديدة لبلاده رفقة الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيدة امبركة بوعيدة، والسفيرة الكندية، السيدة ساندرا ماكارديل، إن هذا المبنى الجديد، الذي يجمع بين المعمار المغربي والكندي، يرمز إلى التقدم الكبير الذي حققه البلدان منذ بداية العلاقات الدبلوماسية بينهما في 1962. وذكر بارادي أن كندا، في بداياتها، لم تكن تتوفر على سفارة بالمغرب، ليتم اعتماد السفير الكندي بمدريد سفيرا بالمغرب أيضا، قبل أن يتم في سنة 1968 فتح مكتب للتنمية في الرباط، ليتم سنوات بعدها، وتحديدا في عام 1974 فتح أول سفارة كندية بالمغرب. وأكد ان البلدين حققا الكثير خلال الخمسين سنة الماضية، مبرزا العلاقات الممتازة التي تجمع كندا والمغرب في شتى المجالات وعمل الدولتين معا من أجل تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان والأمن ومكافحة الإرهاب وتحفيز النمو والتشغيل. وقال إن دعم تشغيل الشباب عبر ترسيخ أمثل لنظام تعليم وتكوين يتماشى مع الحاجيات الحقيقية لسوق الشغل يعتبر أحد ركائز استراتيجية التنمية التي تعتمدها كندا بالمغرب. وأكد المسؤول الكندي أن التعدد الثقافي والتسامح تعتبران قيمتين أساسيتين ضمن القيم التي يتقاسمها البلدان، مشيرا إلى وجود أزيد من 72 ألف مواطن كندي من أصل مغربي، ما يجعل الجالية المغربية ثاني أكبر جالية شمال إفريقية بكندا. وأشار إلى أن أزيد من 2000 طالب يتابعون دراستهم في كندا سنويا، فيما يقدر عدد المغاربة المتخرجين من الجامعات الكندية ب15 ألف مغربي، معتبرا أن هذا الحضور المترسخ للجالية الكندية بالمغرب والمغربية بكندا بمثابة جسر إنساني يسهم في تعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية بين البلدين. من جانبها، نوهت بوعيدة بالعلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين، مذكرة بأن الدولتين احتفتا، في 2012، بمرور 50 سنة على بداية علاقاتهما الدبلوماسية. وأكدت الإرادة القوية للمملكة لاستكشاف كافة الفرص المتاحة في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري للرقي بهذا التعاون إلى مستوى الشراكة السياسية الممتازة بين البلدين الصديقين. وقالت الوزيرة إن هذه الشراكة تعبر عن اقتناع المغرب بأن التطوير المتواصل للتعاون متعدد الأبعاد يستجيب لانتظارات البلدين في ما يخص السلم والأمن والاستقرار. وأكدت، من جهة أخرى، أن استقرار جالية مغربية مهمة بكندا، مندمجة بشكل كامل ولها مؤهلات رفيعة، يعطي ميزة إضافية للعلاقات بين البلدين.