مطأطئا رأسه، لا ينبس ببنت شفة، يعرف وهو داخل مخفر الشرطة التي أحكمت الطوق عليه ووضعت حدا لتعدد جرائمه في السرقة أن مصيره مظلم لا محالة جزاء ما اقترفته يداه. اختار مسارا مليئا بالأشواك والألغام لحياته، رغم أنه قي سن الحلم و الشباب فقد انغمس في حمأة الإجرام والانحراف. تعددت جرائمه والتي كان عنوانها الأبرز السرقة بالخطف. ضحاياه ممن تعرضوا لهذا الصنف من الجرائم أمطروا دائرة الشرطة السابعة الفداء -مرس السلطان 2 مارس بالعديد من الشكاوى، حتى وصل عدد الشكايات المقدمة ضده 12 شكاية، أولاها قدمت من طرف امرأة يوم 28 يوليوز وآخرها بتاريخ 5 شتنبر الجاري من قبل سيدة أخرى. تعبأت المصالح الأمنية أمام كل هذا الواقع المقلق لوضع حد لعمليات الظنين وإلقاء القبض عليه. عملية البحث واقتفاء أثر الفاعل الأصلي تدخل في إطار محاربة ظاهرة السرقات من داخل السيارات التي تعرض لها عدد من المواطنين عند علامة قف بمدخل الطريق السيار 2 مارس من طرف المسمى الملقب بكاليميرو القاطن بحي بين المدن بالبيضاء، بعد عدة محاولات سابقة لإيقافه بعين المكان أو بمسكنه حيث ظل في حالة فرار. اكتسب المتهم خبرة كبيرة في مجال السرقات وتعلم القيام بعملياته الإجرامية التي تقوض سكينة المواطنين وأمنهم بسرعة ومهارة وبكل وقاحة حتى في واضحة النهار دون أن يثير انتباه الناس. عمليات كانت تتم بمشاركة شخصين آخرين يقومان بعمليات التمويه والمراقبة، أما المتهم فيقوم بالتنفيذ المادي والفعلي للسرقات التي كانت في غالبيتها تشمل كل ما خف وزنه وغلا ثمنه (هواتف نقالة، محفظات نسائية، مبالغ مالية...). بعد كل اعتداء كان الجناة الثلاثة يطلقون سيقانهم للريح وينعطفون على أول زقاق، كان عمل الثلاثة الإجرامي يتم بتناغم وتناسق. كلما حالف النجاح إحدى عمليات السطو والسرقة التي يقترفها المتهم إلا ومدته بمزيد من الثقة في النفس والجرأة على تنفيذ عمليات أخرى. توصل المحققون الأمنيون بمعلومات مؤكدة تفيد أن المتهم يتواجد بنفس المكان محاولا اقتراف عمليات السرقة بالخطف من داخل السيارات المتوقفة عند علامة قف، على ضوء هذه المعلومات توجهت دورية الصقور إلى عين المكان وتمكنت من ضبطه بالجرم المشهود، حاول المتهم الفرار من قبضة رجال الشرطة إلا أن محاولاته باءت بالفشل نتيجة يقظة العناصر الأمنية وحضور بديهتهم، حيث أحكمت خناقها عليه وتم إحالته أولا على الدائرة الأمنية السابعة الفداء-مرس السلطان 2 مارس وهو في حالة تخدير واضح. عند إخضاع المعني بالأمر للتفتيش من قبل العناصر الأمنية عثرت بحوزته على هاتف نقال أسود اللون نوع «إل جي» مستعمل، تم حجزه لفائدة البحث. المتهم الملقب بكاليميرو 20 سنة مزداد بالبيضاء، عازب عاطل. تم تنقيطه عن طريق الآلة الناظمة فتبدى للمحققين أنه من ذوي السوابق العدلية. سجله حافل بالسرقات. ولسخرية الأقدار فاليوم الذي تمكنت العناصر الأمنية من القبض عليه صادف تاريخ عيد ميلاده 9 شتنبر. ونظرا لحالة التخدير البين التي عاينتها عناصر الشرطة على المتهم فإنها لم تتمكن من استجوابه حول مرافقيه الذين يقترفون بمعيته السرقات بمدخل الطريق السيار 2 مارس اتجاه المدينة. بعد ذلك اعترف الظنين بكل المنسوب إليه، وتم عرضه على الضحايا الذين تقدموا بشكايات ضده، فتعرفوا عليه جميعا، خصوصا أنه كان يلبس لباسا «تريكو» أبيض ولديه خدش على خده الأيسر. بعدها أحيل على فرقة الشرطة القضائية للفداء مرس السلطان لتعميق البحث معه.