الجيل الجديد لخطب عاهل المملكة، يدل على أننا في مرحلة هامة من بناء المغرب الحديث. مرحلة من الضروري فيها بالنسبة لرئيس الدولة تسمية الأشياء بمسمياتها و عدم التردد في دق ناقوس الخطر. الملك بعد أن كان و لازال أسرع من الحكومة في اتخاد المبادرات التنفيدية، أبرز عن صيغة أخرى في اتخاد الخطوات الإستباقية و تجاوز الفراغات التي تحيط بممارسة السلطة و هو لعب دور المعارضة إن إستدعى الأمر ذلك. و المقصود هنا هو ممارسة النقد الذي يصير ذاتيا لإلحاح الظرفية، بعدما عانق الكل لغة المحاباة و العبارات الخشبية السميكة… في خطاب ذكرى المسيرة الخضراء ينتقد الملك الذين يقفون بين بين فلا يعلنون عن إخلاصهم للوطن و يضمرون خيانتهم الممكنة. و هنا يقول صاحب الجلالة بأن لا منزلة بين المنزلتين إما وطني أو خائن. و بعيدا بعض الشيء عن قضيتنا الوطنية الأولى، يمكن أن نقول أن مشكل خيانة الأمانة من مظاهر الفساد التي تعيق تقدم بلدنا و التي تعصف بمشروع التنمية الذي تتوخاه الدولة. نصف خيانة، هكذا يعتبرها مقترفوها و هي خيانة بالكامل و عرقلة لتقدم الوطن و نمائه. الموظف الذي يتماطل في أداء مهامه و لا يعمل إلا بحافز الرشوة، ليس نصف خائن هو كامل الخيانة للوطن و الأمانة. السياسي الذي لا هم له غير الإرتقاء الشخصي و مراكمة الإمتيازات و لا يفكر في مصير الوطن و مستقبله، هو خائن اتجاه هذا الوطن خيانة موصوفة مع سبق الإصرار و الترصد. المحتكرين الذين لا يتركون فرصة للمنافسة و الذين يدلسون و يبتدعون كل الطرق الملتبسة للفوز بالصفقات العمومية أمام مقاولات أكثر استحقاقا و الأشباح الذين ينعمون برواتب دون عمل يقدمونه في المقابل لهذا الوطن، هم يخونون الوطن خيانة كاملة لا ريب فيها. الوطن يستدعي منا إخلاصا و اعترافا و عملا مشتركا من أجل التنمية و الدمقرطة.هو مسار لا يمكن للمواطن أن يلقي فيه اللوم على الدولة و هو لا يقدم واجباته التي يفرضها عليه انتماءه الوطني. الشعور الوطني للمغاربة يتغدى بالمزيد من الفخر في كل مناسبة وطنية نتذكر فيها أمجادا كالمسيرة الخضراء أو و نحن نسمع خطبة تتحدث عن مصيرنا المشترك و تسمي الأشياء بمسمياتها. لكن هذا الشعور يحبط كلما رأى المواطن مشاهد الخيانة تتجلى بشكل يومي أمامه في قارعة الطريق. لا ضمير لخونة الأمة ناهبي المال العام، يملئون جيوبهم و يفرغون صناديق الدولة. الكل يستنكر و لا سبيل لإيقاف النزيف. تحدثنا كثيرا عن محاربة الفساد و عن تخليق الحياة العامة، الآن يجب الحديث عن تعميق التربية على حب الوطن، حتى تكون الأجيال القادمة أكثر تقديرا و احتراما للأمانة. الوطن ليس "گريمة" أو امتياز نناله مقابل شعارات نرفعها بشكل مناسباتي1 الوطن ممارسة و وفاء و مسؤولية و التزام.