كلهم يلتقطون الصور مع علال. كلهم يصورون الفيديوهات مع علال. كلهم يريدون أن يبيعوا قليلا علال. علال سوبرمان، علال باطمان، علال كات وومان، علال الخارق، علال رئيس الحكومة، ومابغيناش بنكيران...باختصار علال القلدة أصبح الشغل الشاغل للناس. أسمى البعض الظاهرة الفقر النضالي، وقال إن من يتصدرون دون وجه حق المشهد الإعلامي المغربي خصوصا في المواقع هم أناس غير ناضجين. كيف يقولونها بالدارجة؟ براهش؟ أليس كذلك؟ الأمر قاس بعض الشيء لكن فيه جزءا أساسيا من الحقيقة فيه إشارة إلى المستوى العام للأمور، وفيه علامة على أن تردي الذوق بشكل عام ينعكس سلبا أول ماينعكس على الممتهنين لمهنة البحث عن المتاعب، عفوا مهنة المتاعب. ماهذا الخلط؟ لا أحد يدري… المهم لكل شيء ثمن لكن ليس لكل شيء قيمة، فماثمنك أيها الجاري وراء علال القلدة؟ وأية قيمة لك أيها النازل معه إلى "قادوسه" تبحث عن بعض النقرات الإضافية. علال المسكين في النهاية رجل "على قد الحال"، "درويش وولد باب الله "، تمكن طرفاء متحلقون من حوله من أن يقنعوه ببيع العجل مثلما نقول في الدارجة، وصوروه لكي يتبادلوا فيما بينهم المقطع الطريف على اليوتوب وفي الهواتف النقالة وهو ينزل إلى البالوعة لكي يزيل منها ماعلق ويطلق سراح المياه. إلى هنا، لا إشكال. المشكلة تبدأ حين تتحول مادة طريفة صورها شباب حي ما لكي يضحكوا بها من إنسان شافاه الله وعافاه إلى مادة صحافية "رصينة" ترسل من أجلها فرق التصوير، وتخصص لها الحوارات في المواقع الجادة وغير الجادة والمواقع النصف نصف. النصف نصف هو السائد اليوم، والمغاربة الذين اخترعوا يوما عبارة "بكر علال" لكي يعبروا بها عن واقع تاريخي معين، يجدون أنفسهم مضطرين لإعادة اختراعها وصنعهاواستعمالها وتداولها من جديد، لأن البقر تشابه علينا ولأننا لم نعد قادرين على التمييز بين الجد وبين الحقيقة، بين المعقول وبين التفلية، بين الصواب وبين مايرتكبه الجميع فرحا وهو يغني. علال ليس إلا دليلا آخر على أن للعقل حدودا بلغها في هذا المكان المسمى المغرب الإعلامي. ومع التحية والاحترام الواجب لكل من يكلف نفسه عناء النزول إلى "القواديس" من أجل تسريحها، العلال الفعلي الذي يلزمنا العثور عليه بسرعة والآن وبدون تردد هو علال القادر على الدخول إلى بعض العقول لتسريحها وتخليصها من آثار أوساخ ونفايات علقت بها وتمنعها من التفكير السليم. علال سراح القوادس العادية شخص عثرنا عليه وهو موجود في الرباط والكل يعرف عنوانه اليوم. كيف السبيل الآن إلى العثور على "شي علال" يستطيع تسريح العقول من سجونها ويمكن الناس من تكوين تصور سليم يقود الرأي العام إلى مافيه صالحه، لا إلى الهاوية؟ شخصيا أنا "غير ولية" ولا جواب لدي، والآن أنا مشغولة. أريد الذهاب إلى اليوتوب لكي أعيد مشاهدة حوار مع علال. تدوزو بخيرآلمساخط ! زاوية تقترفها: سليمة العلوي