الخادمة سكينة تستغيث.. «كانت لالة كتشد الموس حامي وتحطو على لحمي وكدير الصابون في صباعي وتخشيهم هنا في....» مشيرة إلى جهازها الحميمي البريء. تروي الطفلة «سكينة» ببراءتها المعهودة وعفويتها للفاعلة الجمعوية «كلثوم الوردي» (رئيسة جمعية أم كلثوم للتراث الثقافي والخدمات الاجتماعية والجمعية المغربية لتربية الشبيبة) والمشرفة على ملفها الطبي ... مختلف أشكال وألوان التعذيب التي مورست في حقها من طرف مشغلتها، التي سلبت منها روح مرحها الطفولي. الطفلة «سكينة» أو ما تبقى من زهرة طفولتها الذابلة، ظلت لمدة أربعة أشهر، حبيسة مزاج مشغلة ... (قاطنة بإقامة «البيضاء» الشطر41 بمنطقة مولاي رشيد) ... استوطنت القسوة كل مشاعرها الجافة، لتحترف التمتع السادي بجسد خادمتها المنهك، جلسات تعذيب دامية ... كي جلدي، تقليم أظافر بشكل وحشي، اغتصاب متكرر لعذرية آدميتها بشتى الطرق الوضيعة ... بجسدها الطفولي المثخن، الذي أصبح كخريطة جلدية ممزقة بين دمل الكي والحروق حتى بالمناطق الحساسة القريبة من جهازها الحميمي ... ظهرت أمام فريق طبي، بمستشفى (محمد السقاط) لتلقي العناية الطبية اللازمة. الجد والجدة القادمين من مدينة أكادير لتفقد أحوال الحفيدة لدى خالتها بالحي الصفيحي (كريان «بوجردة» – حي مولاي عبد الله) ... آلاف الأسئلة الحارقة في سماوات روحهما تغلي في كيانهما الحزين .. هذا الكيان الذي تجذرت فيه الآهات .. آهات بشر سرت في أبدانهما، قشعريرة حزن تغلغلت في مسامات جلدهما السبعيني. الجد أغمضَ عينيه بيديهِ وحاول أن ينحّي الصورة من مخيلتهِ، لكنه عبثا لم يستطِع، ظل المشهد عالقا في أعماق ذاكرته، صورة حفيدته الصغيرة وهي غائصة في لجة الهموم والانكسارات! أغلقت عيناها لبرهة وأخذت نفساً عميقا، «مابقيتش غادي نرجع عندها ... عافاكم»، بنفسية منهارة ودموع حبيسة، عبرت سكينة عن رغبتها الفريدة، في طرد شبح العودة لبيت جلادتها، التي باشرت مصالح الشرطة القضائية بعين الشق فتح تحقيق قضائي بخصوصها، خاصة بعد اختفائها المريب. الدارالبيضاء سعد داليا