"أعاهد الله وأعادكم أنني لن أترشح أبدا ضد أخي وصديقي عيسى حياتو لرئاسة الاتحاد الإفريقي. إنه أكثر من أخ وهو يمتلك القدرات الذهنية والبدنية الكافية للمزيد من قيادة الكرة الإفريقية". بهذه الكلمات الذكية أقفل راوراوة الجزائري في شهر غشت الماضي حكاية رغبته في خلافة عيسى حياتو على رأس الكاف، مقدما هدية ثمينة للرجل المطل على السبعينيات من العمر، والذي اضطر للذهاب صبيحة يوم الحسم في قرار تنظيم الكاف أو تأجيله إلى إحدى المصحات من أجل الخضوع لجلسة لتصفية الدم "الدياليز" قبل العودة إلى فندق السوفيتيل بالرباط، ثم الإفطار والاستراحة قليلا ثم التحول إلى المشور من أجل لقاء مع رئيس الحكومة المغربية لم يسفر عن شيء اللهم عن صورة تذكارية لا تنفع ولا تضر بين الرجلين مادامت الكاف قد تشبثت برفض المطلب المغربي رفضا تاما يد راوراوة الجزائري بدت واضحة في صياغة البيان الذي رد على كل نقط المغرب واحدة بواحدة، بشكل يدفع إلى الاعتقاد أن اليد التي كتبت البيان هي يد قريبة جدا من الشأن الكروي المغربي، تتابعه عن كثب، ولا تغفل عن أي من تفاصيله. من يعرفون روراوة يعرفون أنه من كبار المتبعين للمشهد الكروي المغربي، ومن اللذين يعرفون الشاردة والواردة عن الكرة في البلاد، وعلاقته بعدد من المسؤولين الكرويين المغاربة هي أمر معروف جدا. لذلك لم يستغرب المتتبعون أن يلمحوا بين ثنايا البيان وتفاصيله والحديث عن القدرة الشرائية للمواطنين الذين سيقصدون الكأس الإفريقية، وعن مشاركة إسبانيا في كأس الموندياليتو في مراكش وأكادير والرباط وعن الطائرات المتوجهة إلى إفريقيا ومنها، وعن بقية التفاصيل راوراوة تلفع وراء نظارات سوداء ارتداها منذ نزوله من الطائرة، ثم عاد إليها في الفندق الرباطي الشهير، وتمسك بالصمت وطلب ممن طلبوا منه تصريحا أن ينتظروا البيان الرسمي لكأن لسان حاله كان يقول "أنا كتبت البيان، انتظروا قليلا وستطلعون على تفاصيله". مقابل هذا الوزن الثقيل جدا وجد راوراوة أمامه في الطرف المغربي مواجهة نسبية وتصرفات ليست في المستوى لعل أبرزها رد فعل وزير الشبيبة والرياضة أمام الكاميرات وهو يعلم بحقيقة الخبر الختامي حين صاح "الاجتماع مازال ماتدارش واش بغيتو نديرو السبيكيلاسيون؟" السؤال المطروح الآن هو : كيف يكون رد المغرب على هذا التشبث الإفريقي بتنظيم الكأس على أرض بلادنا؟ ومامعني تلك العبارة التي ندت عن أوزين وهو يقول "يجب البحث عن اتفاق داخل هذا اللااتفاق؟ " الأيام الخمسة المقبلة ستجيب، لكن وقبل انصرامها وجب قولها من الآن: البعض داخل الجهاز الكروي المغربي، وزارة وجامعة، يجب أن يتحمل بعضا من مسؤولية هذا الفشل الذي تابعه العالم أجمع في انتظار البحث عن حل له... كتب: المحرر الرياضي للموقع