استمتع جمهور مدينة الصويرة مساء الخميس خلال افتتاح الدورة ال11 لمهرجان الاندلسيات الاطلسية بحفل فني باهر في مشهد موسيقي مشترك بين حاييم لوك المعروف بصوته المتميز وموهبته الرائعة وعبد الرحيم الصويري أحد الرواد المعروفين بإتقانه للطرب الاندلسي المغربي . وقد انخرط الفنانان على ايقاعات متميزة لجوق العربي التمسماني والمنشد الصويري الشاب هشام دينار في حوار بين الثقافات من خلال أدائهما أغاني "فن المطروز " ، وهو لون غنائي يستوحي أشعاره وأنغامه من تقاليد الشعر اليهودي العربي وينهل من نبع الحضارة الأندلسية المتعددة المشارب بروافدها العبرية والإسلامية والمسيحية. وكانت بالفعل لحظة تعايش متميزة انمحت فيها الحدود بين الثقافات ، وفتح المجال على مصراعيه للفن والجمال في هذ الحفل الذي استمتع فيه الجمهور وتفاعل مع هذا النوع من الفن الذي ينسج بشكل فريد بين الكلمات العربية والعبرية. وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة بتكريم المدرسة الاندلسية الصويرية من خلال جوق معهد الصويرة برئاسة عبد الصمد اعمارة الذي سيقدم اليوم الجمعة " القدام الجديد الصويري " وهي مقطوعة موسيقية تم أداؤها أمام السلطان مولاي عبد الرحمان سنة 1832 وتم احياؤها من طرف مجموعة من الشباب الباحثين الموسيقيين الصويريين. كما أدى جيل الشباب خلال الحفل، مع عازفين موهوبين مقاطع غنائية تراثية من الطرب الأندلسي، وغنوا أشعارا ملحنة من التراث الشعري العبري والعربي. وكان لمحبي الآلة موعد مع لحظة موسيقية نسائية بمشاركة فنانات من بينهن عبير العابد و فرانسواز أتلان و زينب افيلال ونيتا الخيام وسناء مرحتي بالاضافة الى شادي فتحي وفاتن كارتي رفقة محمد أمين الأكرمي وفرقته. وتواصل الحفل خلال فترة ما بعد الليل في دار الصويري بتقديم فقرات روحانية من طرف فرقة احمادشة الصويرة.