ضون البيغ يوجه رسالة أخرى إلى باقي الفرق في أول حفل خاص، أنه لا يؤمن إلا بالاحترافية سبيلا، حفل بادخ لا يختلف عن حفلات نجوم العالم «نبقاو نتسناو الكور يديرو لينا الكونسيرات ديالنا حنا نديروهم ريوسنا» يقول صاحب «مغاربة تلموت». حفل حي على حقو وطريقو كل شيء موضوع بقدر، ومحسوب بدقة، الصوت، الإخراج، والجديد أيضا على مستوى الموسيقى، ضون البيغ نضج فيها بما يكفي، كلما تقدم في الممارسة، وإصدار الألبومات، إلا ويفاجئك بجديد يَجُبُّ ما قبله، والسر الاشتغال والاجتهاد. الجديد في حفل 11 شتنبر عدم الاعتماد على الديدجي فقط كما هو متعود في حفلات المهرجانات، بل صاحبت توفيق حازب فرقة موسيقية بعازفي قيثارة وباتور وعازف بيانو. عازف البيانو كان مفتاح الحفل، إذ قبل بداية أي أغنية يؤشر له القائد البيغ على إطلاق نغمات أضفت رونقا وجمالا وسكينة على الحفل. «ماكانش ممكن تكون موسيقى الراب بلا ما تكون موسيقى خلات الأثر ديالها وبدلات بزاف حوايج. في هاد البلد. ما يمكنش ندير أول كونسير بلا منعيط على عمر السيد. بغيت صداع على عمر». كان المشهد الأقوى في أول حفل خاص للضون البيغ بمسرح محمد السادس بالدارالبيضاء الأحد الماضي. صعد عمر السيد إلى الخشبة وهو يتكئ على عكاز خاص، وقال كلمة في حق توفيق حازب «تربطني علاقة مع الأب لي كاين الفوق وأوجه له التحية، ومع والدته رحمها الله. أشكره وأشد على يده بحرارة لأنه يشجع المواهب الشابة كان بإمكانه أن يمضي إلى الأمام وحيدا ولكن بغا يدي معاه ناس آخرين، أشكره هو بحال ولدي». الحفل تزامن مع مقابلة الوداد البيضاوي ضد الأهلي المصري، لكن عشاق صاحب «بيض وكحل» لا تهمهم لا مقابلة في كرة القدم، ولا أي شيء آخر، حضروا شباب وشابات وأطفالا وعائلات، ضون البيع اكتسب قاعدة جماهيرية وفية لفنه، لا يمكن أن يحيي أي حفل دون أن يستقطب جماهير غفيرة، لكن جماهير الحفلات الخاصة ليست كجماهير المهرجانات الضخمة «كلشي فرحان بحال إيلا جالس في دارو البلان أن كلشي يخرج ناشط وضاحك. ماشي بحال داكشي ديال الفيستيفالات الزحام والخنز. سمحوا ليا غادي نمشي نريح في الصالون، نعيط على واحد الصاط». ضون البيغ شبه مكان الحفل بمنزل والجمهور الحاضر بالعائلة حتى يضفي حميمية أكثر. وبالفعل أخذ كرسيا وجلس وسط الخشبة، والتحق به صديق دربه ماسطا فلوو عضو مجموعة كازا كروو. أديا معا أغنية تعيد شريط بداياتهما في الراب، وكيف كانا يتدربان في الشارع والطروطوار. «شكون لي يعقل على ليامات ديال سيدي بليوط. كانت الجمعيات هما لي محركين في هاد المجال ديال الموسيقى واخا الإمكانيات كانت قليلة، دبا كلشي كاين وكلشي تعاير كلشي، وتا واحد ما باغيك تزيد إلى الأمام. الله يرد ديك ليامات الأولى والناس ديالها» يخاطب ضون البيغ جمهوره. قبل صعود ضون البيغ إلى الخشبة، فسح المجال أمام المجموعة الفائزة في مسابقة المواهب الشابة، أدت ثلاث قطع غنائية تنهل من مدرسة الأندركاوند في الراب، وختموا بقطعة جميلة عن مدينة الدارالبيضاء حملت عنوان «كازا فونيا». صاحب «مغاربة تلموت» و«ابيض واكحل» كسب الرهان، وقدم حفلا بمواصفات عالمية، هو كهذا ضون البيغ مند بداية مساره، يخوض رحلة بحث مستمرة عن التميز وتأكيد تفوقه على الباقين بحبه ركوب المغامرات في بحر الموسيقى سيرا على قول الشاعر: ومن لم يحب صعود الجبال يبقى أبد الدهر بين الحفر