«سمعتو الفيديو كليب بانت ليكم شي سب أو إشارة إلى عشرين فبراير». يقول دون البيع لمن حضر من الصحفيين مباشرة بعد مشاهدة أول فيديو كليب له. نظم عرضا خاصا بشقته الكائنة بشارع عمر الخيام، وحرص أن يكون اللقاء حميميا في منزله وبحضور زوجته ابتسام بدلا من تنظيم ندوة صحفية في فندق خمس نجوم «نظمتها في لوتيل غادي يقولو ليك باغي يبان». كما هي عادة دون البيغ يخرج كود في كلامه، ويعبر عن موقفه بلغة مباشرة وعنيفة أحيانا. «أنا ما شي سياسي وما عنديش مع السياسة، داك شي لي بان ليا في الواقع قلتو في الأغنية». عنصر المفاجأة والصدمة يظل ملازما لدون بيع، من سيشاهد فيديو كليبه سيكتشف عملا في نفس جودة عمل أي نجم عالمي، مفاجأة أخرى فجرها دون البيغ في لقائه هذا همت انهمامه دخول عالم السينما عما قريب كمخرج ومنتج، ويعد الجمهور بفيلم سينمائي مغربي لم يسبقه مثيل. أغنية «ما بغيتش» بمجرد طرحها عقب بزوع حركة عشرين فبراير أثارت جدلا، وانهالت انتقادات على ظهر دون البيغ من طرف أنصار الحركة على الفيسبوك، وبرروا هجومهم بنعتهم للفبراريين بالبراهش ووكالين رمضان. «كانوا باغين دون البيغ يخرج ويكون معهم. هما يخرجوا ويعبروا علي مواقفهم منين تيخالفهم شي واحد يتحولون إلى بلطجية ضده». ويزيد موضحا « أشرت في الأغنية إلى وكالين رمضان لي خصهم يعتذرو للمغاربة لأنهم محترموش مشاعرهم، واش من أجل هادو ناض كل هذا الجدل» «كنت معصب وكتبت الأغنية» أي علاقة بين الحالة العصبية والكتابة،؟ يجبب دون البيغ بعد أول يوم خروج لحركة عشرين فبراير إلى الشوارع، تابع التظاهرات وما رافقها من أعمال نهب وسرقة وتخريب في بعض المدن، منظر كهذا لم يتقبله صاحب «مغاربة تلموت» وأثر على نفسيته. «كنت معصب بكل صراحة، منين تتعصبني شي حاجة لا يكون أمامي من ملجأ سوى الكتابة تنعبر بها عن موقفي الشخصي». ويشرح أسباب «تعصبه» أن العالم كان في هذه اللحظة يترقب ما سيقع في المغرب. لتبديد سوء الفهم أغنية «مابغيتش»، وادعاء تضمنها سبا في حق حركة عشرين فبراير يقول دون البيغ «لست ضد الحركة ولكن ضد أقلية لا تقوم بأي عمل في هذا البلد. لست مع أي أحد وضد أي أحد أو حركة أو حزب. دون البيع ضد التطرف بجميع أشكاله وألوانه» ويتساءل تساؤلات مشروعة كيف يمكن لشخص لم يسمع الأغنية، ولم يبذل أي مجهود لسماعها ويصدر حكما عليها في جرة قلم. «ما لا أفهمه علاش تيقلبو هاد الناس ديال عشرين فبراير». يتبنون مواقف ضد الدستور قبل قراءته، والإطلاع عليه، ليست لهم نوعية مطالب واحدة وموحدة «واحد تيطالب بملكية برلمانية ولا يفهمها. واحد تيطالب بخبزة». أين هي الأرضية المتناسقة التي تشكل الخيط الناظم لجميع أطياف الحركة. «أنا ملكي وماكاين لا قليب الفيستا لا والوا. ولي متيقش يرجع ألبوم مغاربة تلموت، الملكية تخطى هاد بلاد يضربها الجهل» يعلن دون البيغ موقفه بصراحة، ويضيف لا يمكن أن يكون ضد من يخرجون للاحتجاج على أوضاعهم المزرية، ولكن هذا الحق لا يعني التخريب وقطع أرزاق التجار كل يوم أحد « هادو ناس مكيدين، الحركة تفتقر إلى التأطير. والمخير فيهم لا ينتخب، الثورة صدقت في مصر وتونس صافي راها ممكنة التحقق في المغرب. ماعندانش الوعي الكافي ثلاثين ألف ديال الدراري صغار تيغوتو بدون معنى. ولا يعلمون كيف يتم التغيير. و إذا استمر الوضع على هذا العبث راه تبيان ليا غير الحرب الأهلية في الأفق». الفيديو الكليب تضمن مشهدا يحمل فيه شبان لافتة كتب عليها حزب الحمار. سألنا دون البيع من هم المعنيون بحزب الحمار؟ كان جوابه «قصدت جميع الأحزاب بدون استثناء أو بالأحرى منهجيتها في الاشتغال ويلا بقيتي تابعهم غادي ناخذ الخيزو في لاخر، وإيلا طبقنا الملكية البرلمانية لي تيناديو به غادي تصوت أقلية على هاد الأحزاب ويطلعوا نواب ما تيمثلوش كلشي الشعب. ها هما حيدو الملك في هاد الحالة لم يتغير أي شيء، الشعب مازال غير واع وما يمكنش يكون واع في 15 يوما»... نعود إلى الفيديو كليب «ما بغيتش». حقيقة حينما تشاهده تحس بعدم وجود أي فرق بينه وبين فيديو كليبات أكبر نجوم العالم. أحدث التنقيات استخدمها دون بيغ في عمله، وصرف عليه مبلغا مهما وصل إلى 75 مليون سنتيم، 15 يوما وهو منهمك في توضيبه بمنزله، كلما تراءى له أنه انتهى يعود ليهاتف المخرج الديدجي كيي من جديد. دون البيغ سيحقق سبقا فنيا بفيديو كليبه الأول، إذ سيبث في الأسبوع الأول من شهر يوليوز على إم تي في الأمريكية، وتجري المفاوضات لبثه على ام تي في وورلد «ماغادي نربج والوا من هاد البث المهم بالنسبة إلى أول واحد من كحل الراس غادي يوصل إلى هذا المستوى لأنه قدم عمل وفق معايير ستاندار عالمية. تتعجبني هاد كلمة ستاندار أنترناسيونال...»