AHDATH.INFO/طنجة 15 اكتوبر 2014 (ومع) قال المخرج المغربي نور الدين لخماري ان الفيلم القصير ليس نقطة انطلاقة ولا مشروع فيلم، إنه شكل قائم بذاته من اشكال التعبير الفني . واوضح لخماري ،في حديث مع وكالة المغرب العربي للانباء على هامش فعاليات الدورة الثانية عشر لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي الذي تحتضنه مدينة طنجة الى غاية يوم السبت القادم ،ان الفيلم القصير "ليس نقطة انطلاق أو جسر للانتقال إلى فيلم روائي طويل، و لا مشروع فيلم ، بل هو شكل من أشكال التعبير الفني يمتلك كل المواصفات الابداعية ،وفيلم متكامل بقواعده وشروطه التقنية وطريقة معالجته الخاصة لمختلف القضايا ". واعتبر لخماري ،ان "اختزال الفيلم القصير في مجرد نقطة انطلاق أو مشروع فيلم طويل يزعجني ويثيرني ويحزنني في نفس الوقت، لأن هذا الموقف يبخس محتوى هذا النوع من التعبير السينمائي الراقي" . واضاف ان هذا النوع من التعبير السينمائي وان كان لا يتعدى خمسة عشر، أو أربعة عشر أو اثني عشر دقيقة ،فلا يمكن ان نتخذ من ذلك دريعة وسببا لتبخيس اهميته والقول بانه مجرد محطة للانتقال إلى فيلم روائي طويل، بل على العكس من هذا فذلك يثبت تعقيدات الفيلم القصير ، لأن المخرج مجبر في هذا الحيز الزمني الضيق والقصير على تدبير الوقت بشكل جيد وتقديم القصة والحرص على تبليغ الرسالة بشكل واضح وبين. وأشار إلى انه بالتأكيد يختلف الفيلم القصير عن الفيلم الروائي الطويل في التخطيط والحجم ،الا أنه يبقى شكلا من اشكال الفن التعبيري القائم الذات يريد الجمهور ان يشاهده ويطلع عليه ويقيمه ، داعيا إلى تغيير هذا الموقف الاختزالي والتعاطي مع الفيلم القصير بنفس الحظوة والاهتمام شأنه في ذلك شأن باقي التعابير السينمائية . وعن مشاركته، في الدورة الثانية عشر لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة، قال المخرج المغربي انه فخور بتقديم فيلمه "الشاشة السوداء" خلال افتتاح التظاهرة السينمائية ، مشيرا الى ان فيلمه القصير يمنح للممثلين والمخرجين والمنتجين فرصة التعبير عن ذواتهم و تقديم وجهات نظرهم ومشاكلهم والحلول التي يرونها ناجعة لتحسين أوضاع صانعي الفرجة السينمائية. واوضح ان فيلم "الشاشة السوداء " ليس فيلما للمنافسة في مسابقات المهرجان ، وإنما هو فيلم باللونين الأبيض والأسود يسعى إلى تسليط الضوء على أوضاع العاملين في الحقل السينمائي بمختلف مستوياتهم المهنية في المغرب ، مضيفا ان الأفلام القصيرة المتنافسة على جوائز المهرجان والتي تمثل مختلف دول حوض البحر الابيض المتوسط ،لها زاوية مختلفة لرؤية الأشياء والتعبير عنها . وابرز لخماري أن هذا النوع من المهرجانات يقدم فائدة كبيرة للمشهد السينمائي المغربي لأنه يتيح فرصة التقاء المخرجين الشباب من الفضاء المتوسطي والتنافس بين بعضهما البعض ،كما تتيح ايضا التعرف على مستوى تطور الفيلم القصير في هذه المنطقة. وبخصوص مشاريعه المستقبلية ،كشف المخرج المغربي ان لديه مشروع فيلم روائي طويل بعنوان "بورن أوت "ستنطلق عملية تصويره السنة القادمة ، مضيفا أن هذا الفيلم يتناول احتكاك طبقتين اجتماعيتين مختلفتين في مجتمع مثل مجتمعنا والمواجهة التي تولدها. وعن النجاحات التي حققتها بعض من افلامه ،أوضح لخماري أن الجمهور وعامة الناس لا يتحدثون الا عن فيلمي " كازا نيغرا" و"زيرو" ويتناسوا أفلاما أخرى مثل "نظرة" ،الذي لا يقوم على تعابير لفظية من نوع خاص ومثير، مشيرا إلى أن "كازا نيغرا"و"زيرو" تحكي قصص الشارع بواقعها . وقال انه "لا يمكن أن اتطرق الى قضايا الشارع وأكيفها بشكل مغاير عن الواقع ،ولن يكون جادا وشريفا بالنسبة الي من الناحية الفنية تصوير ما يجري في الشوارع، وفي الوقت نفسه جعل الناس يتكلمون العربية الفصحى". وتابع المخرج المغربي القول انه "لا يمكن الاقتصار في مسيرة ومشوار المخرج على فيلم أو اثنين، بل يجب التقدم نحو الامام وانجاز أفلام أخرى مثيرة للاهتمام، على أمل أن الفيلم القادم سيكون أفضل من السابق". واعرب لخماري ،متحدثا عن أهمية الثقافة والفن،عن اعتقاده أن "الشأن الأساسي والحيوي جدا الذي يمكن ان يساعد المجتمع على التقدم والتطور والنمو واستشراف المستقبل بشكل فعلي ،هي الثقافة والفن"،معتبرا ان الثقافة والفن "هما المقومات الاساسية لفرض والحفاظ على هوية المجتمع".