كان الحال يوم صيام عشية 26 رمضان في ليلة القدر، الكل يسعى لنيل خيرات تلك الليلة المضاعفة، وقدر نساء جبل عوام المحتجات ضد مناجم المنطقة في ذلك اليوم تدخلا عنيفا من قبل القوات العمومية تضاعف عنهم ونالت منه مسنات كدمات في كل مناحي أجسامهن وأوقع عددا من المصابين بجروح متفاوتة الخطورة، إضافة إلى اعتقال ستة أشخاص بينهم مستشار جماعي تم الاستماع إليهم والإفراج مؤقتا عن اثنين فيما تم الاحتفاظ باربعة منهم. تدخل عنيف تجاه مسنات، كشفن بكبرياء عن أجساد حساسة من أجسامهن للكاميرا، وعدسات المصورين لإظهار الاستعمال المفرط للقوة ضدهن. تطالب رحيمو كاشفة عن خصرها المعنف من إدارة مناجم جبل عوام فك العزلة عن قريتهم وتشغيل الشباب وتوفير الماء الصالح للشرب بعد استنزافها الفرشة المائية بسبب الاستعمال المفرط لهذه المادة الحيوية. هي صورة مصغرة لما يجري بنواحي خنفيرة، وبتنغير بجماعة إميضر يقضي مئات المعتصمين لياليهم بجبل ألبان، حيث يستمرون في قطع ماء الخزان عن منجم الفضة بالمنطقة، هناك أدى قرابة أربعة آلاف من الساكنة صلاة العيد رجالا ونساء، وتناولوا أطباق الكسكس مفترشين الحصير فوق أرض الله الواسعة. سنظل معتصمين بهذا الجبل، ولن نفتح قنوات الماء للمنجم حتى الشهادة أو تحقيق المطالب” يقول عمر موجان واحد من لجنة الحوار، ففي يوم الأحد الماضي زار عامل إقليم بتنغير المنجم بشكل مفاجئ مرفوقا بقائد الدرك الملكي، وبرفقته مجموعة من أفراد الدرك الملكي والقوات المساعدة محولا المكان إلى حلقية تحدث خلالها مباشرة مع مئات المعتصمين، هي المرة الثانية في أقل من 10 أيام يصعد فيها المسؤول الأول بتنغير هذا الجبل لملاقاة المعتصمين بالجبل بجماعة إميضر حيث يستمرون في قطع الماء على منجم الفضة مند 11 يوما، المحتجون أغلقوا القناة التي تقود الماء من الخزان نحو الأسفل إلى إدارة المنجم، وقد توقفت دواليبه، ومعها توقف استخلاص المعدن المعتمد بشكل أساسي على هذه المادة الحيوية. الصورة مشابهة بجبل عوام بخنفيرة، تجاوز الاعتصام الذي تخوضه الساكنة بمنطقة سيدي أحمد ضواحي مريرت أسبوعه الثاني تحت حصار و طوق أمنيين تضربه قوات الأمن العمومي من درك و قوات مساعدة. لا تزال تحاصر المعتصمين بجبل عوام مانعة الدخول و الخروج إلى الموقع إلا بعد إجراءات أمنية شديدة. بمريرت نواحي خنيفرة نظمت سلسلة من المسيرات و الوقفات التضامنية دعت إليها تنظيمات و فعاليات حقوقية و جمعوية و نقابية و حزبية. كان أبرزها مسيرة حاشدة جابت شوارع مريرت يوم السبت الماضي بدعوة من حركة 20 فبراير بالمدينة، إضافة إلى تنظيم عاطلي المدينة قافلة تضامنية نحو المنطقة المحاصرة، كما خرجت مسيرة دعم و مؤازرة من المدينة نحو هذه المنطقة المنجمية. الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخنيفرة حملت مسؤولية الأحداث للسلطة المحلية في شخص قائد قيادة الحمام و كذا الشركة المنجمية تويسيت في شخص مديرها. كما طالبت بالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين، و إلغاء المتابعات في حق المحتجين، مع فتح “تحقيق نزيه حول الأحداث و تحديد المسؤول عن تعنيف الساكنة و التنكيل بهم”. وطالبت بإطلاق سراح أربعة معتقلين نقلوا إلى سجن مكناس وحدد يوم 30 نونبر المقبل موعدا لبدء محاكمتهم. إدريس النجار/ محمد فكراوي