«تطلب الأمر قليل استخفاء والكثير من الإبداع» هكذا عنون شهود عيان وقفوا على طريقة غير اعتيادية بالمرة لإيقاف الخارجين عن القانون من مروجي المخدرات في مديونة. بعد زوال أول أمس، وبينما كان الجميع يتهيأ لاستقبال موعد الإفطار كالعادة، اهتدى عميد شرطة من مفوضية مديونة إلى أسلوب مبتدع لمداهمة وكر أكبر مروجي مادتي الكيف والقنب الهندي، كان قد اتخذ من الأراضي الفلاحية والحقول المجاورة لبلدية مديونة فضائه المفضل للمتاجرة. بسرعة ومن كل الجهات، وجد «البزناس» الذي يعرف بالإقبال الكبير على مخدراته لدرجة أن زبنائه يعدون بالمئات، نفسه محاطا بعدد من العربات المجرورة، ظن في البداية أنها تخص زبنائه المخلصين، غير أنه ما لبث أن اكتشف أنها تحفل بالعناصر الأمنية التي اختفت في ازياء مدنية، حين اعتقل واقتيد إلى مفوضية الشرطة مكبلا بالأصفاد. « كان لا بد من التحرك في شكل مختلف» تقول مصادر أمنية أوردت الخبر للجريدة « لأن المعني بالأمر يتوفر على شبكة مزودين بالمعلومات غالبا ما يخبرونه باقتراب الدوريات الأمنية من منطقته وهو ما يسمح له بالهرب أو الاختفاء وسط باقي المواطنين». حيلة اهتدى لها عميد شرطة بمفوضية مديونة، وهو يلاحظ الاستعمال المكثف للعربات المجرورة للوصول إلى « البزناس». لإتقان الحيلة، اكتست العناصر الأمنية زيا مدنيا، ووضع قائد التدخل ملابس سائق العربة وطربوشه المميز لأبعاد كل احتمال في التعرف على هويته الحقيقية. انطلت الحيلة على « البزناس» و«أعمدة نظامه الاستخباراتي»، فتم اعتقاله متلبسا بحيازة وترويج المخدرات. فيما بعد حجزت مفوضية شرطة مديونة الكميات التي كان يخزنها من الكيف وبلغت 10 كيلوغرامات، وثلاثة كيلوغرامات من التبغ بالإضافة إلى كميات أخرى من مخدر شيرا. وفي الوقت الذي تكللت فيه العملية بالنجاح التام فيما يتعلق بالمروج الرئيسي للمخدرات إثر توقيفه وحيازة مالديه من كميات مخدرة ومواد، نجح زميله في الاختفاء عن الأنظار بعدما تسربت إليه أخبار المداهمة الأمنية من بعض المواطنين هناك، وهو ما يطرح سؤالا حوال الدور المواطن للسكان في مساعدة الجهات الأمنية لتطهير المنطقة من الخارجين عن القانون، الذي غالبا ما يتسم بحياد سلبي لفائدة المبحوث عنهم. « البزناس الفار» صدرت في حقه مذكرة توقيف وطنية بعد التعرف على هويته، ووزعت على كافة الدوائر والجهات الأمنية في المجالات الحضرية والقروية.