ألهبت مجموعة ناس الغيوان، ليلة الأربعاء 20 غشت ، حماس أزيد من 60 ألف من جمهور مدينة تيزنيت، ضمن السهرة الفنية الثانية من النسخة الخامسة لمهرجان تيميزار للفضة، الذي يختتم فعالياته إذا الجمعة بعرض للأزياء ستحضره ملكتين للجمال تنحدران من مدينة تيزنيت، ويتعلق الأمر بملكة جمال إمازيغن أسماء صرح، وملكة جمال البدينات في المغرب ووصيفة ملكة جمال الكون زينب علام. وتفاعل شباب مدينة تيزنيت وزوارها من باقي المدن المغربية، بشكل ملفت، مع ناس الغيوان، التي أدت مجموعة من أغانيها الخالدة، من قبيل الصينية وآهل الحال، حلاب، يا بني إنسان وغيرها من روائع الأغنية الأمازيغية، بالاستثناء أغنية مهمومة المثيرة للجدل التي أصر الجمهور على سماعها دون نتيجة. كما انتظر الجمهور بلهفة كبيرة المفاجأة التي أعلن عنها المنظمون بشأن أدء ناس الغيوان لأغنية أمازيغية، الأولى في مسارهم، في مهرجان تيزنيت. وهي الأغنية التي سبق لعميد المجموعة عمر السيد أن أعلن عن صدورها بعنوان "تماغيت" ضمن ألبوم من عشر أغان، وهي من كلمات محمد حنفي، وتتغنى بالوحدة والتنوع وقضايا الهوية٬ بمساعدة أعضاء من مجموعة "إزنزارن"، الذين أشرفوا على تصويب مخارج الحروف وكيفية نطق الكلمات الأمازيغية. وأفاد أحد المنظمين أن الشركة المكلفة بإنتاج وتوزيع الأغنية لم تنتهي بعد من التعديلات التقنية اللازمة المرافقة لفيديو كليب، ومن ثمة ارتأت أن تؤجل أداء "تماغيت" في المهرجانات، رغم أن المجموعة سبق أن غنتها في مهرجان تيميتار بأكادير. وشهد الحفل الثاني من سهرات مهرجان تيميزار للفضة تألق كل من الفنان الأمازيغي الحسين أنير، ومجموعة إزنزارن عبد الهادي، والفكاهي المتميز شاوشاو. وتختتم سهرات مهرجان الفضة بحفل كبير يحيه المغني الشعبي عبد الله الداودي، إلى جانب مجموعة أمغران، وآيت ماتن، وأحمد أماينو، ومجموعة الكدرة للطرب الحساني، والشاب قادر، العائد بعد سنوات من الغياب، وفي جعبته الجائزة العالمية للموسيقى العربية التي منحاه إياه المجلس الدولي للموسيقى بشراكة رسمية مع منظمة اليونسكو تتويجا لمساره الفني الزاخر بموسيقى الراي الجميلة. ويسعى مهرجان «تيميزار للفضة» إلى تشجيع الحرف اليدوية المحلية، خاصة صياغة الفضة، التي تعتبر موروثا تاريخيا وحضاريا، ورمزا لقيم الجمالية والإبداع بالمنطقة، ورافدا تنمويا يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المحلية. وبفضل هذا المهرجان تنتعش الحركة الاقتصادية بالمدينة في جميع المجالات، بدءا من محلات المجوهرات، والمطاعم، والفنادق والأسواق، وترويج الصناعات الأخرى، كالجلد، وعدد من المواد الغذائية التي تشتهر بها مدينة تيزنيت، مثل أركان، وأملو وغيرها. ويتضمن برنامج هذه الدورة، العديد من الفقرات الفنية، من بينها تنظيم معرض لمجوهرات الفضة وباقي الحرف اليدوية التي تزخر بها المدينة، وإحياء أمسيات في الغناء والرقص، وعروض يومية للتبوريدة، وعرض للأزياء والحلي المحلية، وندوة فكرية في موضوع الصياغة الفضية بفضاء الخزانة الوسائطية محمد المختار السوسي. وفي إطار انفتاحها على تجارب بلدان أخرى في مجال صياغة الفضة، تشهد الدورة الحالية مشاركة تركيا كضيفة شرف، إضافة إلى فرنسا والنيجر وموريتانيا.