تحتفي فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان تيميزار، التي انطلقت مساء الاثنين الماضي بتيزنيت، بمادة الفضة (النقرة) باعتبارها موروثا تاريخيا وحضاريا اشتهرت به المدينة، وأضفت عليه جمالية ولمسة إبداعية على مر السنين. وتهدف هذه التظاهرة، التي تنظم بتعاون مع المجلس البلدي لتيزنيت، إلى تشجيع الحرف اليدوية المحلية خاصة صياغة الفضة، التي تعتبر موروثا تاريخيا وحضاريا ورمزا للقيم الجمالية والإبداع بالمنطقة، ورافدا تنمويا يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المحلية. كما تتوخى الإسهام في تعزيز الأنشطة السياحية والثقافية بمدينة تيزنيت، خصوصا أن موعده السنوي خلال فصل الصيف يتزامن مع توافد أعداد كبيرة من الجالية المغربية المقيمة بالخارج والسياح الأجانب. وتتوقع جمعية تيميزار لمهرجان الفضة أن يفوق عدد زوار هذه التظاهرة، المنعقدة من 18 و22 غشت الجاري، تحت شعار «صياغة الفضة.. هوية وإبداع وتنمية»، 200 ألف زائر من داخل المغرب وخارجه. وتحل تركيا ضيفة شرف على فعاليات هذه الدورة التي يشارك فيها عارضون من فرنسا والنيجر وموريتانيا. ويراهن المنظمون على تعزيز المهرجان للأنشطة السياحية والثقافية بالمدينة. وقالت فاطمة مروان، وزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، في تصريح للصحافة بمناسبة افتتاح المهرجان، إن الأمر يتعلق بتظاهرة يطبعها النجاح، مضيفة أنه المهرجان يشكل مناسبة لتسليم الشهادات الأولى لعلامات التصديق المندرجة في الاستراتيجية الوطنية لإشارات الجودة. من جهته، قال مدير المهرجان رشيد مطيع إن هذه الفعالية من المحطات التي فرضت نفسها محليا وجهويا ووطنيا، يشارك فيه ألمع النجوم على الساحتين الوطنية والدولية. وتعرف الحركة الاقتصادية بالمدينة انتعاشة ملحوظة في جميع المجالات خلال الأيام الأربعة للمهرجان، بدءا بمحلات المجوهرات والمطاعم والفنادق والأسواق وترويج الصناعات الأخرى، كالجلد، وعدد من المواد الغذائية التي تشتهر بها مدينة تيزنيت، مثل أركان، وأملو وغيرها. ويتضمن برنامج هذه الدورة العديد من الفقرات الفنية، من بينها تنظيم معرض لمجوهرات الفضة وباقي الحرف اليدوية التي تزخر بها المدينة، وإحياء أمسيات في الغناء والرقص وعروضا يومية للتبوريدة وعرضا للأزياء والحلي المحلية، وندوة فكرية في موضوع الصياغة الفضية. ومن أبرز نجوم الغناء الذين سينشطون دورة هذه السنة، مجموعة ناس الغيوان، وإزنزارن عبد الهادي، والمغني الشعبي عبد الله الداودي، والمطربة فلة الجزائرية، التي ستقدم أغنية جديدة تهديها لمنطقة أكادير أوفلا، وفريد غنام، والفنانة الأمازيغية كبيرة تابعمرانت، ومجموعة أمغران، وآيت ماتن، بالإضافة إلى الفنان لحسن أنير، وأحمد أماينو، ومجموعة الكدرة للطرب الحساني، والشاب قادر. وسيكون لجمهور تيزنيت أيضا موعد يومي مع الفكاهة من خلال لوحات ساخرة سيقدمها خريج برنامج كوميديا «صويلح» والفكاهي الأمازيغي «شاوشاو». وكانت الدورة السابقة تميزت بعرض أكبر خنجر في العالم، بطول فاق أربعة أمتار وبوزن بلغ 27 كيلوغراما. ويتطلع مهرجان «تيميزار» إلى تكريس مدينة تيزنيت عاصمة لصياغة الفضة بالمغرب بما يفوق 150 محلا لبيع الحلي، ما يجعلها تتميز عن باقي المدن بصناعة الحلي بأشكالها التقليدية وبتجلياتها الثقافية العميقة، ولعل هذا البعد الرمزي للفضة هو ما يعطى قيمة مضافة للصناع التقليديين المحليين المعروفين بمهارتهم وإبداعاتهم الخلاقة.