تحتضن مدينة المضيق، من 20 إلى 23 غشت الجاري، فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الدولي العنصرة، الذي تنظمه جمعية المهرجان الدولي العنصرة، تخليدا للتقاليد والطقوس الاحتفالية لهذه المنطقة. وستعيش ساكنة المنطقة والسياح الوافدون عليها، بكثرة هذه السنة على مدى أربعة أيام على إيقاعات موسيقى العالم، التي تستمد روحها من موروث ثقافة وهوية بلدانها، وفي مقدمتها الهوية الإفريقية التي سيحتفى بها طوال أيام المهرجان. وهكذا ستشارك نخبة من الفنانين الأفارقة في المهرجان، على رأسهم الموريتانية معلومة بنت الميداح، والفنان المالي الكبير باسيكو كوياتي في عرض مشترك مع الفنان المغربي الأصيل حميد القصري، والفرقة السينغالية فرافينادربي، وسيدة الغناء الحساني رشيدة طلال. وإلى جانب الحضور المكثف للعروض الفنية التراثية، سيستقطب المهرجان عدة نجوم سطعت في سماء الأغنية العربية والمغربية، يتقدمهم الفنان التونسي لطفي بوشناق بقيادة المايسترو نبيل أقبيب، والفنانة المغربية سميرة بنسعيد. كما سينفتح المهرجان هذه السنة على الكفاءات الفنية الشبابية الواعدة، في مجال الأغنية المغربية والعربية والتراثية، منهم مريم شقرون وبدر إلياس ونبيل أشغف وخليفة منصور والفنانة الفائزة بجائزة مواهب العنصرة يسرى أحدوثن والفنانة هاجر. وسيحضر أيضا الجانب التراثي في مختلف فقرات المهرجان، حسب المنظمين، عبر الاحتفاء بالتراث الجبلي في شتى مظاهره، وستقدم في كل ليلة استعراضات ورقصات لاستحضار الموروث الثقافي الشعبي لموسم العنصرة، بحضور فرق شعبية رائدة في فن العيطة الجبلية، وتراث المنطقة الشمالية المتمثل في رقصات الحصادة وركوب البحر والأهازيج الجبلية والبواردية. وبالموازاة مع العروض الفنية، سيكرم عدد من رواد وشيوخ العيطة الشمالية، إلى جانب تقديم عمل مشترك تحت قيادة شيخ العيطة الحبيلية عبد المالك الأندلسي بمشاركة رواد هذا الفن الاصيل وبعض الشباب المهتم بالتراث الجبلي. وسيفتتح المهرجان بموكب العنصرة، الذي ستقدم خلاله لوحات استعراضية لطقوس العنصرة يشارك فيها عدد من جمعيات المجتمع المدني والقروي المعتادة على المشاركة في عرض إنتاجات المنطقة، والحضور في الليلة الصوفية حسب عادات وتقاليد رسخت عبر الزمن. وأكدت المديرة الفنية للمهرجان الفنانة المغربية سميرة القادري، في ورقة تقديمية، أن إدارة المهرجان تسعى إلى اعطاء تميز خاص للتظاهرة وفاء منها لتقليد العنصرة عبر العصور وخصوصياتها القروية ودعما منها للوجهة السياحية للمنطقة، فضلا عن الحرص على التقريب بين ثقافات القارة السمراء. وأبرزت أن احتفالية العنصرة هي ترسيخ لقيم وتعاليم تربوية واجتماعية وأخلاقية، أهمها التربية على الصبر والتشبث بالأرض كمصدر للعطاء والماء كمصدر للحياة، مما يفسر حضور الماء بقوة في هذه الاحتفالية من خلال طقس ركوب البحر. وتتمثل احتفالية العنصرة المتجذرة تاريخيا في ممارسات وطقوس احتفالية يشهدها الساحل الغربي لمناطق شمال المغرب، بمشاركة كافة سكان المنطقة للتعبير عن ابتهاجهم بنهاية الموسم الفلاحي وانتهاء عملية الحصاد وجمع الغلة، خاصة الفلاحين منهم والبحارة الذين يتقدمون الموكب الغنائي التقليدي الذي تقيمه الساكنة ويجسد الفنون الشعبية المميزة للمنطقة ك"العيوع" والطقطوعة الجبلية.