اختتمت مؤخرا بمدينة طنجة، الدورة الرابعة من مهرجان الطقطوقة الجبلية والفنون المجاورة بتكريم شيخي العيطة الجبلية عبد المالك الأندلسي وبوعلام الصنهاجي. وقد حظي المحتفى بهما بتكريم خاص من المهرجان, الذي تنظمه جمعية أجراس تحت شعار «تمازج الثقافات الموسيقية بين ضفتي المتوسط»، لدورهما في المحافظة على تراث العيطة الجبلية من الاندثار والرقي بالفنون المجاورة له كرقصة الحصادة وتراث «عيوع» و»بوجولد» وغيره من أشكال الفنون المنتشرة بمنطقة جبالة شمال المغرب. وأبرز عبد المالك الأندلسي، في تصريح بعد حفل التكريم، أن هذا المهرجان، الذي دأب على المشاركة فيه منذ تأسيسه، أعاد الحياة لفن الطقطوقة الجبلية وساهم في تجديد أغانيه وتراثه ليلائم الأذواق الجديدة للجمهور. وأضاف أن جائزة التكريم، الممنوحة من طرف وزارة الثقافة، جاءت لتتوج مساره الفني الزاخر بالعطاء لهذا الفن التراثي الذي قارب على الاندثار لولا جهود مجموعة من الرواد والشباب لبت نفس جديد في العيطة الجبلية من خلال المهرجان. وتميزت السهرة الختامية، التي شهدت توافدا مهما لجمهور مدينة طنجة، بتقديم باقة متنوعة من التراث الفني الشعبي الجبلي بمشاركة مجموعة من الفرق الموسيقية من طنجة وتاونات وبعض قبائل جبالة بمنطقة غرب جبال الريف. وانطلقت السهرة، التي احتضنتها ساحة الأمم وسط مدينة طنجة، برقصات على إيقاعات جهجوكة وبوجلود، وهي رقصات اشتهرت المنطقة بالاحتفال بها بعد انتهاء موسم الحصاد الوفير. بعد ذلك قدمت مجموعة من الموسيقيين لوحة فنية تتمحور حول تقاليد الأعراس بالمنطقة، تلتها وصلة غنائية شعبية من تقديم مجموعة عبد السلام الساحلي للعيطة الجبلية, بمساهمة جوق الطرب بطنجة. وكان ختام السهرة في عرض تقليدي للأغاني الجبلية التراثية من تقديم كل من بوعلام الصنهاجي وشامة الزاز، فضلا عن المنوعات الخالدة لشيخ العيطة الجبلية محمد العروسي. وعمل المهرجان، الذي انطلق في 19 يوليوز، على التعريف بمختلف فروع العيطة الجبلية المنتشرة بشمال المغرب والاختلافات بين أهازيج القبائل، من خلال المشاركة المتنوعة لمجموعة من الأسماء المعروفة في المجال. كما تميزت الدورة الحالية بمشاركة الفنانة سميرة القادري خلال السهرة الافتتاحية، وكذا مشاركة فرقة عيساوة وفرقة البطولة الجبلية من مدينة فاس، وهو ما أضفى على المهرجان تنوعا من حيث الأنماط المقدمة.