أُسدِل الستار على مهرجان الطقطوقة الجبلية، الذي تنظمه جمعية أجراس للتنمية والثقافة والفنون الشعبية، بعد ثلاثة أيام من السهرات الفنية، تألقت فيها العيطة الجبلية، إلى جانب الندوات الفكرية التي كشف فيها المحاضرون عن الجوانب التاريخية للأغنية الجبلية. الفنان محمد العروسي والفنانة شامة الزاز، كانا نجمي الليلة الختامية للمهرجان، حيث أقيمت سهرة فنية حضرها مجموعة من رموز الأغنية الجبلية يتقدمهم محمد العروسي وعبد المالك الأنلدسي وبوعلام الصنهاجي، وغيرهم من الفنانين الذي تركوا بصماتهم في هذا اللون الغنائي. وألهبت شامة الزاز حماس الجماهير التي حجت بكثافة إلى ساحة الأمم، حيث قدمت عيطات جبلية صفق لها الجمهور بحرارة، قبل أن تشارك، بمعية العروسي وآخرين، في تقديم أغانٍ جبلية مشهورة. وتميز المهرجان بتكريم فنانَيْن معروفَيْن في أوساط الفنون الشعبية الجبلية، وهما عبد المالك الأندلسي وبوعلام الصنهاجي، نظرا إلى العطاء الذي قدماه للأغنية الجبلية وأيضا لحفاظهما على هذا التراث الموسيقي الشمالي، الذي انطلق من المناطق الجبلية، قبل أن يشهد انتشارا واسعا على المستوى الوطني. وقُدِّمت في حفل التكريم فقرات موسيقية أحياها كل من الفنانة سميرة القادري، حجي السريفي وعبد المالك الأندلسي، بالإضافة إلى فقرات فلكلورية لفرقة «الحْصّادة». وتميز مهرجان الطقطوقة الجبلية، الذي انطلقت فعالياته بداية الأسبوع الماضي تحت شعار «تمازج الثقافات الموسيقية بين ضفتي المتوسط، بتنظيم ندوة حول «الثقافة الموسيقية بين ضفتي المتوسط»، أطرها عدد من الباحثين في مجال الفنون الشعبية. وكان جمهور مدينة طنجة، طيلة أيام المهرجان، على موعد مع سهرات فنية، في «ساحة الأمم»، أحيتها فرق موسيقية جبلية، وعلى رأسها مجموعة محمد العروسي، رائد الأغنية الجبلية، إضافة إلى أهازيجَ وعيطاتٍ جبلية تفاعل معها الجمهور بشكل قوي. من جانب آخر، ورغم أن النسخة الرابعة من المهرجان شهدت صعوبات تنظيمية، خصوصا على مستوى الدعم المالي الذي يخصصه المجلس البلدي، الذي رفض دعم المهرجان، فإن المهرجان عرف نجاحا أكبر مما كان متوقعا، كما يؤكد ذلك رئيس جمعية أجراس للتنمية والثقافة والفنون الشعبية، عبد العزيز ثابت. واعتبر ثابت، في تصريح ل«المساء»، أن المهرجان نجح بفضل مجموعة من الأشخاص الذين قال إنهم قدموا تضحيات مهمة من أجل إقامة المهرجان في موعده، نظرا إلى الصعوبات المالية التي كانت عائقا كبيرا أمام المنظمين، والتي كاد على إثرها أن يلغى المهرجان. يُذكَر أن هذا المهرجان عرف غياب مجموعة من المسؤولين، سواء كانوا منتخَبين أو رجال سلطة وجه إليهم المنظمون الدعوة. من جهة أخرى، يهدف المنظمون من خلال تنظيم هذا المهرجان إلى توسيع دائرة الاهتمام بفن العيطة الجبلية، على اعتبار خصوصيته في التعبير الموسيقي واللغة والجسد وإبراز اختلافه عن غيره، ما يعطي التعددَ الثقافي معناه الحضاري داخل مجتمع متجانس.