أكدت وزارة الصحة، اليوم الجمعة، أن إصرار السجين مصطفى مزياني على مواصلة العزوف عن الطعام وما ترتب عنها من مضاعفات، قوضت إمكانية إنقاذه. وأوضح بلاغ للوزارة أن السجين مصطفى مزياني وافته المنية، أول أمس الأربعاء، في الساعة الخامسة بعد الزوال، متأثرا بفشل حاد في كافة أجهزته الباطنية، مؤكدة أن الفرق الطبية "بذلت مجهودات كبيرة من أجل إنقاذ حياة مصطفى مزياني، مستعينة بكل التجهيزات الطبية والخبرات، لكن إصراره على مواصلة العزوف عن الطعام وما ترتب عنها من مضاعفات، قوضت إمكانية إنقاذه". وأضاف أنه تم يوم 19 يوليوز المنصرم استقبال السجين مصطفى مزياني بمستعجلات مستشفى ابن الخطيب بفاس، إثر توجيهه من طرف طبيب المؤسسة السجنية عين قادوس، وذلك بعد أن ظهرت عليه علامات اجتفاف، وتم إخضاعه لعدة فحوصات طبية وبيولوجية. وأشار إلى أن السجين تم استشفاؤه، وتلقى العلاجات الضرورية، مما أدى إلى تحسن حالته الصحية، لكن ظل مضربا عن الطعام، بل رفض أحيانا الحقن بالمصل، وبقي بالمستشفى تحت الرعاية الطبية إلى غاية يوم 31 يوليوز، حيث بدأ يشتكي من اضطرابات حسية في الجهاز العصبي والسمعي والبصري، وخضع على إثر ذلك للفحص بالسكانير الذي لم يبين أي خلل على مستوى الدماغ، واستمر مضربا عن الطعام إلى أن تقرر نقله إلى مصلحة الجهاز العصبي بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس وذلك يوم 4 غشت الجاري. وذكر البلاغ أنه تم استقبال السجين بمصلحة الإنعاش والتخدير وهو في وضعية غيبوبة، حيث كان يشكو من مضاعفات جهازية عامة ناتجة عن إضرابه عن الطعام لأكثر من 60 يوما. وأوضح أنه فور إيداعه بالمصلحة المذكورة، استفاد من كافة الخدمات الطبية والفحوصات والكشوفات المخبرية والإشعاعية الضرورية (تحليلات طبية، سكانير، جهاز الرنين المغناطيسي) والتي أبانت أن المريض يشكو من التهاب دماغي ناتج عن نقص فيتاميني حاد على مستوى الرأس حيث تم تعويض هذا النقص بواسطة مكملات فيتامينية. وأمام انخفاض درجة حرارته، يضيف المصدر ذاته، والنقص الحاد المسجل في مناعته وكذا الارتشاح الرئوي الذي كان يعاني منه، تم إخضاع السجين لمضادات حيوية واسعة، مشيرا إلى أن وضعيته عرفت بعد ذلك تدهورا مضطردا أدى إلى ضائقة تنفسية حادة واستمرار غيبوبته رغم مجهودات الطاقم الطبي الذي كان يشرف على حالته من أجل إنقاذ حياته.