المتهم بقتل شقيقته وطفليها للأمن: «قتلتها لأتخلص من الشوهة» ! والدة المتهم استيقظت من نومها على وقع ضربات الساطور طنجة: الأحداث المغربية «ما بقيتش قادر نتحمل كثر». هكذا كان جواب حسن صابر، بمجرد ما شرع المحققون في استجوابه ليلة أول أمس، حول دوافع ارتكابه الجريمة، التي هزت مدينة طنجة مع منتصف هذا الشهر الفضيل، وذلك من شدة وقع الحالة البشعة لمنظر جثة سيدة وولديها الرضيعان، عثر عليهم بمسكنهم بعد تعرضهم لاعتداء وحشي حين تم قتلهم باستخدام ساطور وهم نيام. منفذ هذه الجريمة، الذي لم يكن سوى شقيق الضحية، اعترف بما أقدمت عليه يداه خلال استنطاقه من عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الثانية للأمن ببني مكادة، حين قال بأنه لم يعد يتحمل مشاكل أخته مع «زوجها» بعدما صار هذا الأخير يرفض تأكيد ارتباطه بشقيقته بشكل شرعي، حيث لم يعمل على تحرير عقد الزواج بينهما رغم إنجابه منها ولدان. الجاني البالغ 24 سنة والمتحدر بمنطقة أولاد موسى بقيادة سيدي اليماني بالقرب من أصيلة، حاصل على مستوى الثالثة إعدادي، كان يعمل كهربائيا، قبل أن ينقطع عن العمل في الفترة الأخيرة. يعيش حسن منعزلا، حسب ما لاحظه عليه مجموعة من جيران أسرته القاطنة بسكن صفيحي بحي المرس أشناد بتراب المقاطعة الحضرية لبني مكادة، والسبب وفق المعني بالأمر هو انشغاله بمشاكل أخته. كان يتحدث بشكل عادي أمام المحققين دون أن تظهر عليه أي علامة تشير إلى كونه مختلا عقليا، بالرغم من تصريحه بأنه سبق له أن كان يعالج قبل سنوات من مرض نفسي بمستشفى الأمراض العقلية بالمدينة. قبل ثلاث سنوات ارتبطت ثريا التي تكبر شقيقها الجاني بأربع سنوات بأحمد المزداد سنة1981. كانت الضحية تعمل خادمة بالبيوت، وزوجها يعمل في قطاع البناء. في الوقت الذي كان فيه مرتبطا بزوجته الأولى وله معها طفل واحد، وهكذا انتقلت للعيش برفقته بمسكن اكتراه بحي مسنانة، بعدما وعدها بأنه سيعقد عليها بطريقة شرعية، لكن علاقتهما استمرت دون عقد نكاح، وأنجب منها الطفل الأول معاذ عمره لا يتعدى السنتان ويوسف الذي كان سنه قيد حياته حوالي سبعة أشهر. أمام إصرارها وإلحاح أسرتها على تسوية وضعية زواجهما ظلت المشاكل تتفاقم أكثر وأكثر إلى أن قررت ثريا في الأيام الأخيرة الانفصال عنه والانتقال إلى منزل والديها رفقة طفليها لتستقر مع إخواتها الأربعة. شقيق الضحية كان في كل مرة يعود فيها إلى البيت يسمع عن المشاكل التي تحدث بين أخته و«زوجها»، الذي كان يطالبها بالعودة إلى منزله أو الاحتفاظ بطفل واحد، وفي عصر يوم الحادث بعد تبادل السب والشتم بينهما، راودت الجاني فكرة التخلص مما ظل يصفه طوال حياته ب«الشوهة»، وهو ما صرح به للأمن عندما أكد أنه ارتكب جريمته للتخلص من «الشوهة». قام المتهم بجلب ساطور وانتظر إلى غاية خلود جميع من كانوا بالبيت للنوم، وعند حوالي الساعة الثانية صباحا قبيل موعد السحور تسلل إلى المكان الذي كانت تنام فيه أخته إلى جانب طفليها، وشرع في ضربهم على رؤوسهم بشكل هستيري، ولم تمنع صيحات والدته التي أيقظها صوت الضربة الأولى للساطور، من إيقاف هذه المجزرة. ظلت الأم تصرخ «آش كتدير يا مسخوط الوالدين» ، قبل أن يغادر المنزل تاركا وراءه جثتين هامدتين لطفلين بعدما هشم رأسيهما فيما ظلت أخته (أمهما) تصارع الموت قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة بمستشفى محمد الخامس. عملية إيقاف المتهم لم تستغرق وقتا طويلا ، حيث تم إلقاء القبض عليه بعد أقل من ساعتين بالقرب من المحطة الطرقية. الجاني وبعدما تخلص من أخته وطفليها بسبب علاقتها ب «زوجها»، وجد نفسه رهن الاعتقال رفقة «الزوج»، إذ من المنتظر أن يحالا معا يومه الأربعاء على الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بطنجة . محمد كويمن