«هاهوما جاو عوتاني..». القادمون مجموعة من المشاغبين وذوي السوابق في غارة على الأحياء القريبة من مسجد مبروكة بعمالة مولاي رشيد، والمرعوبون مجموعة من ساكنة هذه الأحياء التي عاشت فصولا من العربدة تكررت نهاية الأسبوع الماضي مرتين، كانت نتائجها جروح خطيرة ودماء متطايرة، وغضب عارم بين سكان حي مبروكة. الغارة التي ينفذها مجموعة من ذوي السوابق يستقدمهم أحد الباعة بحي مبروكة، حول حياة السكان إلى جحيم بفعل الألفاظ النابية التي يكررها على مسامعهم طيلة النهار، ولم يعد بإمكان بعض العائلات أن تتقاسم مائدة الطعام أو الجلوس جماعة بفعل الخصومات اليومية التي تنشب، والتي تتحول إلى معارك تستعمل فيها مختلف الأسلحة. «هاذ المارشي كارثة» جملة تتكرر كل موعد صلاة، والسبب هو أن هذا السوق العشوائي الذي استحوذ على مختلف الأزقة المحيطة بمسجد مبروكة، تتجمع فيه كل نماذج العدوانية والسوابق الإجرامية، وتتحول اللغة اليومية إلى سباب وخصام، ولا يستطيع المصلون القادمون من مختلف أنحاء مبروكة، باعتباره المسجد الوحيد القريب منهم، أداء صلواتهم في جو سليم. وبالرغم من الشكايات المتكررة التي وجهت للسلطات المحلية والأمن قصد التدخل إلا أن ذلك لم يردع حالة الفوضى التي عمت المكان، ولا تتمكن السلطات الأمنية بالدائرة 26 بحي مبروكة من مواجهة هذا الوضع، بفعل العدد الكبير للعرابات والخصومات المتكررة، وهو ما يستدعي تعزيز التواجد الأمني، والتحقيق في سبب ارتفاع منسوب الجسارة بين مثيري الفوضى بحي مبروكة، حيث لم يعد هناك أي احترام لرجال الأمن الذين يتعرضون للسب العلني، والإتهامات المتعددة. سكان الأحياء القريبة من مسجد مبروكة، استنكروا في عريضة موقعة هذا الوضع ووصفوه بغير المقبول، وغير الآمن، فلم يعد بإمكان العائلات الإطمئنان لخروج أبنائها إلى الحي، مخافة اندلاع هذه المواجهات، التي تخلق جوا من السيبة، يصعب التحقق فيه من المعتدين، وطالبوا من الجهات الأمنية تحمل مسؤوليتها، لحفظ أمن السكان، خصوصا وأن كل ما يحدث مكانه خلف بناية الدائرة 26. المعارك اليومية التي تحدث بمختلف أحياء مولاي رشيد وسيدي عثمان، بدأت تثير القلق بين مختلف الأحياء، فلا يكاد يمر دون تسجيل محاولات قتل حقيقية، تتحدث عنها الأحياء، وتحولت إراقة الدماء إلى نوع من التباهي بيين المعتدين، خصوصا إذا تدخلت العائلات لمنع المتابعة، أو إذا لم تفعل مسطرة الإعتقال في حق بعض المعتدين الذين يتحولون إلى أبطال، وهو ما يشجع الآخرين على تجريب المغامرة التي لا تنتهي دائما بسلام. فمتى يتم توقيف هذا العبث والسيبة؟