مولاي عبد الله العمراني، محمد الطالب، هشام بهلول، وزينب سمايكي أسماء مغربية من بين أخرى تسجل حضورها، رمضان الحالي، في مسلسل «الحسن والحسين» وبذلك يتواصل الحضور المغربي في الدراما العربية خاصة الدينية والتاريخية. الممثل المغربي في الدراما العربية، حضور ليس بالحديث أو الطارئ بل يعود إلى سنوات أو عقود من الزمن، استطاع فيها الممثل المغربي أن يسجل فيها اسمه في قائمة أشهر الأعمال السينمائية والتلفزيونية خاصة التاريخية والدينية، ليس فقط بلعب دور صغير أو كومبارس ولكن بلعب دور البطولة أيضا بين نجوم كبار، وعلى سبيل المثال نذكر حسن الجندي في فيلم «الرسالة» للراحل مصطفى العقاد ومحمد مفتاح في مسلسل «ملوك الطوائف»... وهو الحضور الذي تواصل ولم ينقطع إلى اليوم، وأحدث تمظهراته مشاركة ممثلين مغاربة في مسلسل «الحسن والحسين» المثير للجدل الذي يعرض حاليا في العديد من القنوات العربية والوطنية (قناة السادسة). فمولاي عبد الله العمراني الذي سبق له خوض عدة تجارب درامية تاريخية ودينية عربية منها مسلسل «صقر قريش» «حاتم علي» ومسلسل «مواكب النصر» يجسد في مسلسل «الحسن والحسين» دور والي البصرة عثمان بن حنيف الذي شغل هذا المنصب تحت خلافة علي بن أبي طالب. وعن هذه التجربة يقول مولاي عبد الله العمراني، إن ليس له ما يقوله بخصوص العمل فيما بتعلق بالسيناريو والحوار فالأمر مضبوط تمام الضبط، لكن هناك أمورا أخرى لم يولها المسؤولون عن العمل الاهتمام ولم يلتزموا بها وخاصة ما تعلق بأوقات التصوير وطول مدتها. وفي هذا الصدد يحكي مولاي عبد الله العمراني، أنه اتقف معه للتصوير في السابعة صباحا لكن لم يشرع في العملية إلا في الساعة الثامنة والنصف واستغرقت العملية حتى العاشرة ليلا، وذلك بلحية مستعارة كانت تزيد من تعبه، ولم يقتصر الأمر على هذا الحد، بل استمر التصوير مع ممثلين عرب آخرين إلى الساعة السادسة صباحا دون مراعاة لسن الممثل والجهد الذي بذله طيلة مدة التصوير الطويلة. وفي هذا الصدد لم يفته أن يشير إلى هذا يخالف ما يجري في العديد من الأعمال ومنها المغربية، مفيدا أن المغاربة يمتلكون الكفاءة الفنية والتقنية لإبداع أعمال في هذا الإطار، لكن السؤال يبقى لماذا لا يقومون هم أنفسهم بإنتاج أفلام تاريخية أو دينية تهم حقبا من تاريخهم وشخصيات تاريخية بارزة تنتمي إلى المغرب فيما سلف من العصور والأزمان، علما أن تناول بعض المسلسلات والأفلام العربية لشخصيات مغربية يتغلب عليه التقزيم وحتى التشويه. تجدر الإشارة إلى أن دور مولاي عبد الله العمراني في مسلسل «الحسن والحسين» توزع بين المغرب ومدينة وارزازات بالضبط والأردن. من جهته محمد الطالب الذي سبق له أن شارك في العديد من المسلسلات العربية، فيلعب في «الحسن والحسين» دور الصحابي الجليل عمران بن حصين الذي شغل منصب قضاء البصرة قبل أن يطلب إعفاءه منه وكان من مساعدي والي البصرة عثمان بن حنيف ومستشارا له يستشيره في العديد من الأمور. وعن هذه التجربة يقول محمد الطالب، «رغم أن الدور يبقى صغيرا فإن تجربة الاشتغال مع المنتجين العرب والأجانب تبقى مفيدة جدا ومدرسة يتعلم فيها ومنها في مجال الاحترافية في الكتابة والتصوير والإكسسوار... هذا عكس ما يجري في الإنتاجات المغربية ضاربا المثل على ذلك بمشاركته في مسلسل عن القاضي عياض لفائدة قناة السادسة حيث كان الممثلون يشتغلون بدون عقود علما أن العمل صور لقناة عمومية متخصصة في الدين كما أن ظروف التصوير لم تكن ملائمة بالنظر إلى أنه جرى في فيلا، زد على ذلك أن مخرجة العمل فضلت ألا تكمل معه التصوير بعدما حصل بينها وبينه عدم تفاهم حول مسألة تخص تصوير المسلسل. تجدر الإشارة، إلى أنه إلى جانب مولاي عبد الله العمراني ومحمد الطالب يشارك في مسلسل «الحسن والحسين» كل من هشام بهلول وزينب سمايكي. يذكر أن مسلسل الحسن والحسين كان قد أثار جدلا واسعا في عدة دول عربية قبل بدء عرضه على العديد من القنوات العامة والخاصة وطالبت العديد من الجهات بمنع عرضه بل إن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر قرر مقاضاة قناة الحياة بسبب رغبتها في برمجته وبثه في الشهر الكريم. ويعود هذا الجدل إلى الفترة التي يتطرق إليها أي الفتنة الكبرى وأيضا تجسيد بعض آل البيت مثل الحسن والحسين. لكن رغم كل ذلك فقد قامت العديد من القنوات العربية وحتى قناة السادسة المغربية ببثه وحظي بمتابعة واسعة جراء الجدل المثار حوله وأيضا للفنية التي عالج بها الموضوع وأهمية الموضوع نفسه. تجدر الإشارة إلى أن المسلسل هو من تأليف محمد اليساري وحميد الحسيان، وإخراج «عبدالباري أبو الخير» وإنتاج خليجي، ويشارك فيه ممثلون من سوريا والأردن والمغرب والعديد من الدول العربية. ويجسد فيه خالد الغويري دور الحسن، ومحمد المجالي دور الحسين، بينما يلعب رشيد عساف دور معاوية بن أبي سفيان.