للراغب في الاطلاع على كيفية تعامل الإعلام الإلكتروني المغربي مع ملحمة "المغرب المشرق" يمكن أخذ نموذجي موقعين شهيرين في الصحافة الإكترونية المغربية هما موقعا "هسبريس" و "كود" للاستئناس وتكوين فكرة عن الموضوع. الموقع الأول الذي يقدم باعتباره أول موقع في المغرب من ناحية عدد زواره تعامل مع ملحمة "المغرب المشرق" تعاملا تفضيليا منذ البدء: نشر أخبار تصوير الملحمة، وحديث مع كاتب كلماتها ومع المشاركين فيها، وصور عنها ومنها بثت لأول مرة عبر هذا الموقع. موقع هسبريس: تبني الملحمة من البدء "هسبريس" أخبر قراءه أنه سيبث الملحمة أولا بتزامن مع بثها على شاشة القناتين الأولى والثانية بمجرد بدء هذا البث، وهو ماتم بالفعل، وتعليقات القراء في الموقع الأزرق المشهور بهائه المغربية كلها أو جلها كانت تصب في اتجاه الاحتفال بالملحمة، واعتبارها طريقة للتعبير عن حب الناس وبالتحديد حب الفنانين الذين أدوها لبلادهم وملكهم، بل إن عددا كبيرا من قراء "هسبريس" تحمسوا لبث الملحمة، ورددوا شعارات وطنية في التعليقات التي كتبوها أسفل كل المقالات الخاصة بهذا العمل الفني
موقع كود: اتخذ موقفا معاديا للملحمة من البدء من جهته، اختار موقع "كود" النقيض تماما، وكال لكاتب كلمات هذه الملحمة كثيرا من النقد القاسي الذي تحول في لحظات معينة إلى سباب في شخص العنزي ومن معه. كلمات مثل "الفضيحة" ونشر لمقالات عنيفة لم تترك كلمة واحدة سيئة لم تقلها في العمل قبل دخول كاتب الموقع محمد سقراط على الخط هو الذي نشر طيلة رمضان وماقبله مذكراته في السجن لكي يطلق الرصاص على الملحمة ومن صنعوها ويختار تشابيه جد موغلة في القسوة حين استدعى في مقاله نماذج من دول وبلدان اعتبر أن المغرب سيتشبه بها إن سار على هذا المنوال. في الحالتين معا، غاب نقد فني للملحمة، بالنظر لعدم وجود هذا النقد أصلا في المغرب، وحضر نقد سياسي / سياسي حرص على تسجيل موقفه منها إن بالإيجاب أو بالسلب، وهو النقد الذي حضر أصلا قبل بث الملحمة، بل بمجرد ذيوع نبأ تصويرها، والطرفان معا : المعارضون والمؤيدون لم يغيروا موقفهم أصلا من موضوع النقد، بل تشبثوا بماقالوه قبل البث، دليلا على أن لكل هذا الكلام عن "المغرب المشرق" أوجها أخرى لاعلاقة لها نهائيا بالوجه الفني للعمل…