استعرضت صحيفة (الأيام) البحرينية، الأربعاء، الإنجازات الكبرى التي شهدها المغرب منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين. واعتبرت الصحيفة، في تقرير مستفيض نشرته بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش، أن "احتفال الشعب المغربي بهذا الحدث المجيد، لحظة استحضار لهذه الإنجازات الكبرى على طريق تثبيت الوحدة الوطنية والسيادة الترابية للمملكة". وأشارت الصحيفة إلى أن جلالة الملك محمد السادس أطلق، منذ توليه الحكم، سلسلة إصلاحات هيكلية وقطاعية "أحدثت طفرة نوعية في بنية النسيج الاقتصادي"، موضحة أن جرى، بتوجيه ملكي، اعتماد مقاربة تشاركية في رسم وتنفيذ السياسات التنموية، ترتكز على التعاقد بين الحكومة والقطاع الخاص على أساس برامج قطاعية محددة، وتتضمن التزامات كل طرف وفق جدول زمني واضح وعلى التوازن الضروري بين جهات المملكة وإعطاء كل منها حقها كاملا في التنمية والتطور. وأضافت أن جلالة الملك أطلق في سنة 2005 المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المرتكزة على أن يكون المواطن في صلب الأولويات والسياسات العمومية، وذلك وفق منظومة قوية من القيم المتمثلة، أساسا، في احترام كرامة الإنسان، وتقوية الشعور بالمواطنة وتعزيز الثقة والانخراط المسؤول للمواطن في التنمية المحلية. وأشارت الصحيفة، أيضا، إلى إعلان صاحب الجلالة عن مشروع (مخطط المغرب الأخضر) لجعل الفلاحة المحرك الرئيسي لنمو الاقتصاد الوطني خلال ال15 سنة القادمة، واعتماد الاستراتيجية السياحية 2011 – 2020، المتمثلة أساسا في إحداث ست وجهات سياحية جديدة، والمخططات الطاقوية الهادفة إلى استيفاء 42 في المائة من حاجيات المغرب من الكهرباء عبر استغلال الطاقات المتجددة في أفق 2020. وأبرزت، من جانب آخر، الإشعاع المتنامي للدبلوماسية المغربية في خدمة الأمن والتنمية المستدامة في العالم، مؤكدة أن هذا العمل الدبلوماسي "أضحى فعلا تضامنيا ملموسا على عدة أوجه، بدءا بالدفاع عن القضية الفلسطينية والمحافظة على الطابع المتفرد للقدس الشريف كفضاء للسلام والتعايش بين الأديان السماوية بفضل الجهود الموفقة والمبادرات العملية للملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، التي عقدت دورتها 20 في يناير الماضي بمراكش ووضعت خطة عمل متكاملة لدعم هذه المدينة السليبة". وبموازاة ذلك، تقول (الأيام) "يسعى المغرب لتجاوز الخلافات المفتعلة والتوجه نحو صنع مستقبل جماعي أفضل في نطاق نظام مغاربي جديد متحرر من الرواسب الإيديولوجية البائدة، ويستجيب لتطلعات وآمال شعوب الدول الخمس في التقدم والاستقرار والتنمية المشتركة"، مبرزة أنه "من هنا، يعد الخطاب الملكي أمام المجلس التأسيسي بتونس نداء مخلصا وشجاعا للتماثل مع منطق التاريخ وحتمية مواجهة التحديات التنموية والمخاطر والتهديدات الأمنية المحدقة بالمنطقة". وعلى صعيد آخر، أوضحت الصحيفة أن المغرب يعمل في إطار التعاون جنوب - جنوب وخاصة على الصعيد الإفريقي، وهو التوجه الاستراتيجي الذي "تعزز مؤخرا بتدبير إنساني غير مسبوق، لتدفقات المهاجرين الأفارقة وحماية الأمن الجماعي ودعم استقرار الدول وتأمين حصانتها الروحية ضد التطرف والإرهاب". وأفردت الصحيفة حيزا هاما من تقريرها للحديث عن العلاقات الثنائية "النموذجية والمميزة"، واصفة إياها ب"التضامن المشبع بروح الأخوة والتعاون والتشاور الوثيق على أعلى المستويات". وأشارت إلى أن هذه العلاقات التي انطلقت مع استقلال البحرين قبل أكثر من أربعين عاما، بإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين، ظلت دائما مرتكزة على محددات الدبلوماسية المغربية القائمة على احترام الشرعية واستقلال الدول وسيادتها الترابية ووحدتها الوطنية ورفض التدخل في شؤونها الداخلية، وعلى أساس فضائل الانفتاح والاعتدال والاتزان، وعرفت "ديناميكية مميزة في ظل التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة". لقد أضحت العلاقات المغربية البحرينية، تتابع الصحيفة، "أكثر عمقا وأوسع مدى في مجالات التعاون الثقافي والإعلامي والحقوقي والجامعي والتقني والأمني فضلا عن التنسيق المحكم في المحافل والمنتديات الحكومية والبرلمانية والمهنية، وخاصة في ما يتعلق بالدفاع عن وحدة التراب الوطني لبلدين وقفا تاريخيا بإباء وكرامة وصمود ضد الأطماع الخارجية للمحافظة على كيانهما المستقل وشخصيتهما القانونية ضد الاحتلال الأجنبي". وعددت (الأيام) مختلف اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم القائمة بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتعليمية والثقافية والأمنية والحقوقية والإدارية، مشددة، من جهة أخرى، على أن "المغرب لم يدخر وسعا لتوفير آليات متقدمة للشراكة المغربية الخليجية في نطاق الخطة متعددة الأبعاد 2012-2017 الموقعة بالمنامة في نوفمبر 2013″.