علمت "أحداث.أنفو" ، أن الاعتقالات في موضوع كارثة بوركون قد اتسعت لتشمل عون سلطة برتبة شيخ حضري، متورط في التستر على الإصلاحات العشوائية التي كان يقوم بها أحد المعتقلين في الملف. و كان الشيخ، حسب مصادرنا، على علم مسبق بالأشغال العشوائية التي كانت تجرى في العمارة القديمة. و ألقت السلطات المغربية القبض على أربعة أشخاص على الأقل ووضعتهم في الحبس الاحتياطي على ذمة التحقيق، بعد انهيار مبان سكنية في حي بوركون بمدينة الدارالبيضاء، راح ضحيته 23 شخصا و ذلك حسب ما أفاد مصدر قريب من التحقيق. حيث انهارت الجمعة الماضي ثلاث بنيات مؤلفة من أربعة وخمسة طوابق، في حي "بوركون" في مدينة الدارالبيضاء، يعود تاريخ بنائها الى سنوات الستينيات والسبعينيات. وخلف انهيار المباني الثلاثة، الذي وقع خلال سحور يوم الجمعة، 23 قتيلا و54 جريحا، فيما تم إجلاء 28 عائلة من المباني المجاورة المهددة بدورها بالانهيار، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية . وبحسب شهادات السكان فإن البناء العشوائي لطوابق جديدة خارج القانون لإحدى البنايات، إضافة الى أشغال الإصلاح في الطابق السفلي للبناية نفسها، هي السبب الأصلي وراء انهيار المباني الثلاثة. وكان صاحب البناية التي تسببت في الانهيار آخر من تم انتشاله من بين الأنقاض فجر الاثنين، فيما تم اعتقال ابنيه على ذمة التحقيق حسبما أفاد مصدر قريب من التحقيق . وألقت السلطات القبض أيضا على المقاول المسؤول عن أشغال الإصلاح في البناية المذكورة، إضافة الى المهندس المعماري حسبما أفاد المصدر نفسه مشيرا إلى أن "التحقيق ما زال جاريا". من ناحية أخرى صرح نبيل بنعبد الله وزير الإسكان والتعمير في حديث لإحدى الإذاعات الخاصة بالقول "يبدو أن الأسباب للانهيار مرتبطة مباشرة بالبناء بدون ترخيص" و"إضافة طوابق جديد الى بنايات كان من المفروض ألا تتجاوز طابقا واحدا". وأضاف الوزير "يجب علينا الخروج من البناء العشوائي ومحاربة كل مظاهر الرشوة والممارسات الفاسدة التي قد تكون موجودة". وأكد وزير الأسكان أن الحكومة "تتبعت عن كثب ما كان يجري"، وأنها "ستسهر أن يتم الانتهاء من التحقيق واتخاذ قرارات بشأن المسؤوليات". وشهدت مدينة الدارالبيضاء، التي يقطنها نحو ستة ملايين شخص، خمسة انهيارات منذ سنة 2009 خلفت 12 قتيلا، تضاف إليهم حصيلة 23 قتيلا خلال 2014. وافاد تقرير صدر عن وزارة الإسكان ان ما بين اربعة الاف وسبعة الاف مسكن مهددة بالانهيار في اي لحظة في الدارالبيضاء. ومدينة الدارالبيضاء ليست الوحيدة التي تعاني من مشكلة المساكن المهددة بالانهيار، لأن هناك اكثر من 114 ألف منزل في مختلف أنحاء المغرب مهددة بالانهيار، وفق تصريح سابق لنبيل بنعبد الله. وسبق للوكالة الحضرية لولاية الدارالبيضاء الكبرى أن قامت بإجراء خبرة على البنايات الموجودة داخل أسوار المدينة القديمة عبر مكتب متخصص للدراسات أبانت عن وجود 121 بناية مهددة بالسقوط ويجب هدمها. وأوردت نفس الدراسة أن ما يناهز 34 بناية مهدمة جزئيا ويجب هدمها٬ و282 بناية يجب تدعيمها٬ و18 مرفقا يحتاج إلى التدعيم٬ و29 بناية غير مهددة بالسقوط. بالاضافة إلى أن إحصائيات شبه رسمية تشير إلى أن عدد الدور الآيلة للسقوط بتراب مدينة الدارالبيضاء يبلغ حوالي 2870 بناية، وأن أكبر نسبة توجد في عمالات مقاطعات الفداء – مرس السلطان ب1874 بناية، أي بنسبة 65 في المائة. لكن رغم كل هذه المعطيات، لا أحد يحرك ساكنا، و لا نظن أن فاجعة بوركون ستغير من سلوك السلطات المحلية.