أفادت معطيات جديدة عن حصيلة انهاير ثلاثة مبان فجر الجمعة، في حي بوركون في الدارالبيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، أن 8 أشخاص قتلوا فيما لا يزال 17 شخصا تحت الأنقاض، بينما 15 شخصا لا زالو في المستشفى يتلقون العلاج من نحو ستين اصيبوا بجروح في الحادث، وفق مصادر الشرطة. وواصل رجال الوقاية المدنية والإسعاف جهودهم بحثا عن اشخاص يحتمل أن يكونوا محاصرين تحت الأنقاض، باستخدام وسائل تقنية متطورة.ووقع الانهيار في حي بوركون القريب من شاطىء البحر، قرابة الساعة الثانية والنصف فجر الجمعة. وكانت المباني متلاصقة واثنان منها مؤلفان من أربعة طوابق والثالث من خمسة.وزار الملك محمد السادس الموجود في الدارالبيضاء الموقع الجمعة وعاد الجرحى في المستشفى. وتم ايواء 23 عائلة من سكان المباني المنهارة مساء الجمعة.وفتحت نيابة الدارالبيضاء تحقيقا لتحديد اسباب الحادث، وبدأت الشرطة القضائية جمع البيانات والأدلة على أن يتم اتخاذ التدابير القانونية اللازمة ضد المخالفين، وفق بيان رسمي. وعزا سكان انهيار المباني الى القيام باصلاحات غير مرخص لها في الطوابق السفلى واهمال صيانة المباني المتهالكة المبنية في ستينات وسبعينات القرن الماضي.واعلنت السلطات السبت اخلاء ثلاثة مبان في الحي كاجراء وقائي. وتشهد مدينة الدارالبيضاء، كبرى مدن المغرب التي يقطنها نحو خمسة ملايين شخص، انهيارات متكررة خصوصا في الأحياء القديمة، حيث أنفقت لجنة "إعادة تأهيل" المدينة القديمة للدار البيضاء، التي أطلقها الملك محمد السادس سنة 2010، نحو 30 مليون يورو لهذا الغرض.و افاد تقرير صدر عن وزارة الإسكان المغربية ان ما بين اربعة الاف وسبعة الاف مسكن مهددة بالانهيار في اي لحظة في الدارالبيضاء.وفي نهاية 2012، قتل شخصان في انهيار مسكن قريب من البلدة القديمة. ويعود تاريخ بناء أغلب المساكن في الدارالبيضاء الى القرن التاسع عشر، ويقول المجتمع المدني ان 15 حيا مهددة بالانهيار "فوق رؤوس ساكنيها".ومدينة الدارالبيضاء ليست الوحيدة التي تعاني من مشكلة المساكن المهددة بالانهيار، لأن هناك اكثر من 114 ألف منزل في مختلف أنحاء المغرب مهددة بالانهيار، وفق تصريح سابق لنبيل بنعبد الله، وزير الإسكان المغربي. ومن اهم المدن التي تعاني من مشكلة المنازل الآيلة للانهيار، مدينة فاس العتيقة التي تعتبر الأقدم والأكبر في العالم العربي بعد حلب السورية، وتصنفها اليونيسكو كتراث عالمي انساني.