مافيها باس هاد المرة ننفاتحو على العنصر النسوي الأمازيغي في التلفزيون العمومي المغربي. إين فوا نيبا كوتيم، كما يقول الفرنسيون في دارجهم. أييه آسيدي العنصر النسوي المغربي موجود وحاضر بذاته في مشهدنا التلفزيوني الوطني على الرغم من أن مسألة الظهور صورة وكفاءة ومهنية هذه تمر مرور الكرام ولا يتوقف عندها الكثيرون. لقد كانت المرأة المغربية عموما والأمازيغية خصوصا، حاضرة على الدوام في المشهد السمعي البصري. ولم يسبق أن غادرت قمطر التقديم أو التهيئ سواء في الراديو أو في التلفزيون. ولنا في الكثير من الأصوات التي كان يلتقي معها المستمع المغربي عبر الإذاعة الأمازيغية خير دليل وحجة. وأثبتت المرأة، رغم السيطرة والهيمنة التي كانت ومازالت للرجل، على أنها على نفس درجة الكفاءة مثل الرجل. و أن لا شيء ثمة ينقصها على مستوى التقديم والإعداد والتنشيط اللهم النظرة و النزعة الذكورية التي تنظر بعين الدونية لهذه المرأة. غير أن تغير أحوال الناس وتغير الزمن بتغير وتبدل طريقة و أسلوب النظر للمرأة عموما وفي جميع المجالات وخاصة مجال الإعلام بشقيه السمعي والبصري، كان لابد له أن ينعكس على وضع المرأة ويفضي إلى تبني تعامل جديد مؤسس على مبدأ الكفاءة والاستحقاق أكثر من أي شىء آخر. وكان لظهور قناة تمازيغت خلال السنة الماضية الفضل الكبير في منح الجنس اللطيف ما يستحق فعلا من فرص إبراز الذات والتعبير أكثر عن ما تتمتع به المرأة من مؤهلات ظلت ربما حبيسة قلة فرص بلورة ما يمكن أن تعطيه هذه المرأة في المجال. وفي إطلالة على مجموعة من الفقرات التي تقدم على قناة تمازيغت، يمكن ملاحظة سمة أساسية في الشبكة البرامجية لهذه القناة، والتي يميزها التوزيع العادل لساعات لانطين بين الذكور والإناث. وهو ما يفصح على مبدأ تساوي الفرص بين الجنسين الذي اعتمدته القناة الثامنة لمنح مختلف العاملين فيها نفس الحظوظ ونفس الفرص. فعلى مستوى الأخبار نلاحظ أن تقديم النشرات الإخبارية تحضر عدة مقدمات رئيسيات ضمن تفاصيل ما يتلى من إنغميسن على ثامن القنوات، والذي يسند فيه الأمر إلى كل من فدوى أمغار ونادية السنوسي وغيرهما. نادية السنوسي التي نقلت معها تجربتها الرياضية من داخل الإذاعة لتبلورها كمقدمة أساسية للنشرة الرياضية على تمازيغت وهو ما استطاعت العبور به إلى حد الآن بعد مرور كل هذا الوقت بأمان. جانب البرامج الاجتماعية والحوارية في تمازيغت هو الذي حظي بنصيب الأسد إن لم يكن احتكره العنصر النسوي الأمازيغي. ذلك أن مجموعة من البرامج والتي تقدم خلال ساعات الذروة تشرف على إعدادها وتقديمها الصحافيات. منها مثلا برنامج أمصاواد أو أشنو واقع الذي تتناوب عليه كل من فاطمة العبدلاوي و فاطمة أوشرع. برنامج الشأن المحلي تشرف عليه الصحافية سليمة اليعقوبي فيما يتولى الإعداد والتهييء الصحافي سمير المقدم. كذلك من البرامج المهمة والتي شكلت إضافة نوعية للقناة الثامنة برنامج إكوليجن الذي تقدمه الصحافية أمينة بن الشيخ. جانب الترفيه أيضا يعرف حضور مجموعة من النساء الأمازيغيات. وهي تتوزع بين برامج من الإنتاج الخالص للقناة الثامنة كالبرامج الموسيقية، والمنوعات، بطاقات، وبرامج السهرات الأسبوعية التي تنتج خارجيا والتي يسند فيها التنشيط إلى مجموعة من الوجوه النسوية التي بدأت تتلمس طريقها نحو عالم التلفزيون الوطني. أيضا مجال البرامج الخاصة بالأطفال يشهد حضور العديد من المنشطات اللواتي برزن في هذا الصنف الصعب من التنشيط والذي يتطلب نفسا مغايرا يتماشى وطبيعة هذه الشريحة التي تتوجه إليها. جرد كل هذه البرامج والفقرات التي تشرف عليها المرأة في التلفزيون الأمازيغي والتي تظهر على الصورة، لا يجب أن ينسينا أن وراء ظهور هذه الصورة التي تكتمل عند المشاهد وراءها نساء أخريات اخترن توقيع بصمتهن في هذا التلفزيون عبر تقديم الخدمة التلفزية من وراء الكاميرا وبعيدا عن دائرة الضوء. سواء أمام أو خلف الكاميرا، يبقى الأهم في هذا الموضوع كله، هو أن ثورة النساء الأمازيغيات في الإعلام السمعي البصري، أخذت تشق طريقها بشكل جدي، بعد سنوات من العزلة و التهميش. وهو الأمر الذي يؤشر على أن قطار النساء الإعلامي نتمازيغت انطلق وأن ثمة محطات كثيرة لابد أن يأتي يوم نتوقف عندها لتقديم حصيلة ما قد يكون استجمع من تراكم مهني لتومغارين نتبادوت نتمازيغت.