لم ير أحد يوما وجه أرملة المجاطي. كل مايعرفه عنها المغاربة هي صورة لها بنقاب أسود من أعلى الرأس حتى أخمص القدمين، ثم حكايات كثيرة على لسان صحافيين عديدين يلتقونها كل مرة دون أن يقولوا للناس إن كانوا قد التقوها بوجه مكشوف أم التقوها وراء خمار، وفي هذه الحالة هل هم متأكدون من أن الأمر يتعلق بفتيحة أرملة المجاطي أم بامرأة أخرى تتستر وراء زي يستحيل أن تتعرف على مرتديته إن لم تتحر منه بالكامل؟ لاأحد يعرف عن فتيحة إلا هوسها بالجهاد، وبالعطور الباذخة الفرنسية التي تضعها والتي تشتم منها عن بعد، ثم بالرجال. كيف؟ بالرجال؟ ماذا تقولين؟ أصبأت ياهاته؟ أخرجت عن دين آلهتنا واتبعت الدين الداعشي الجديد؟ مهلا، مهلا، الأمر ليس افتراء ولا كذبا، هو فقط الحقيقة التي لامراء فيها، ونضالات أرملة المجاطي من أجل الحصول على رجل كل مرة يضمن لها مرور الخلوة الشرعية في أفضل الظروف فاقت نضلاتها من أجل معارك الأمة الكبرى. في البدء كان المجاطي. تركته هناك صريعا في السعودية، وعادت. بعدها كان لفيف من أهل السلفية الموقرين منهم المسجون، ومنهم المطلق سراحه، ومنهم من لازال في حالة متابعة، بعد ذلك والحكاية لن تنتهي أبدا عاش مجلس حقوق الإنسان حكايات وروايات مع فتيحة وهي تطالب بحقها كل مرة في الدخول إلى سجن معين من أجل خلوتها الشرعية. نسي الناس فتيحة أو كادوا إلى أن هبت رياح "داعش" العجيبة، فسمعنا وقرأنا أو علمنا أنها رحلت عن طريق تركيا إلى بلاد "الجهاد" لا من أجل الجهاد ولكن من أجل النكاح. الخبر يقول إن فتيحة غادرت المغرب متجهة إلى تركيا ومنها إلى سوريا ثم العراق لتلتحق بمقاتلي تنظيم "داعش". فتيحة بررت سفرها بالبحث عن ابنها إلياس المجاطي (21 سنة) الذي سافر إلى سوريا والتحق بتنظيم "داعش"، لكن مصادر مطلعة أكدت أنها توجهت إلى العراق من أجل الزواج بالساعد اليمنى لأبوبكر البغدادي الزعيم الجديد ل"داعش"، ويعتقد أن ابنها إلياس المجاطي كان وراء ربط الاتصال مع قياديي "داعش" لتسهيل سفرها. فتيحة المجاطي كانت متزوجة من أحد سجناء السلفية الجهادية في المغرب، ونظمت عدة وقفات احتجاجية للسماح لها بزيارة زوجها، بعد أن منعتها السلطات لعدم توفرها على عقد زواج، ولا يعرف إذا كانت فتيحة قد حصلت على الطلاق قبل سفرها من زوجها عمر العمراني المدان بالسجن 14 عاماً في قضايا ذات صلة بالإرهاب. وقد قامت فتيحة المجاطي – والعهدة على الخبر دائما – وهي الناشطة السلفية بمبايعة زعيم تنظيم "داعش" أبوبكر البغدادي، واصفة إياه بالخليفة وأمير المؤمنين. وكان تنظيم "داعش" قد أعلن الأسبوع الماضي عن قيام دولة الخلافة ودعا الفصائل الجهادية في مختلف أنحاء العالم لمبايعة زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي ك"خليفة للمسلمين". نكاحا مباركا سيدة فتيحة، مع الأمل أن يكون آخر نكاح، لأنك بهاته السلسلة لن تدخلي فقط الجنة. ستدخلين أيضا موسوعة غينيس باعتبارك أكثر المرأة التي تزوجت أكبر قدر من الرجال، قصد مساعدتهم على…الجهاد.