سيناريو الصراع الذي دار بين عبد الرحمان العزوزي الكاتب العام للنقابة وعبد الحميد فاتيحي عضو المكتب المركزي حول قيادة النقابة خلال المؤتمر الوطني الثالث قبل ثلاث سنوات بدت ملامحه تلوح في الأفق، بعدما انفجر الصراع مجددا بين العزوزي والمعارضين له في دورة المجلس الوطني ليوم السبت الماضي. الصراع الذي تجدد عقب تبادل الاتهامات حول اختلالات شابت مالية النقابة، جعل الأحداث تسير بوتيرة متسارعة، حيث سارع فاتيحي بمعية خمسة من أعضاء المكتب المركزي إلى الدعوة إلى عقد دورة استثنائية للمجلس الوطني أمس الثلاثاء بالداراليبضاء، وذلك للتداول «في ما يجري داخل المنظمة»، يقول بلاغ موقع باسم المكتب المركزي. المعارضون للعزوزي، ويتعلق الأمر بأعضاء المكتب المركزي، عبد الحميد فاتيحي وعبد العزيز ايوي، إضافة إلى محمد الدحماني، والذين تم تجميد عضويتهم بالنقابة السبت الماضي، قالوا في بلاغهم، إن إشاعة سحب 180 مليون سنتيم من حساب المنظمة المنسوبة إليهم «إشاعة مغرضة لا أساس لها من الصحة»، وأن صدور هذا النوع من السلوك في هذه الظرفية «محاولة يائسة لضرب التنسيق النقابي بين المركزيات النقابية الثلاث»، حسب لغة البلاغ. في الوقت الذي بدأت فيه ملامح التوتر تلوح من جديد في الأفق بين العزوزي وفاتيحي ،أفادت مصادر نقابية أن الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي اجتمع يوم الجمعة الماضي، ببعض الوجوه المحسوبة على النقابة والممثلين بالمكتب السياسي للحزب وعلى رأسهم عبد الحميد فاتحي وعبد العزيز ايوي، حيث لم تخف المصادر نفسها أن لشكر يعد «فاتيحي لخلافة العزوزي على رأس الفيدرالية الديموقراطية خلال المؤتمر المقبل». وأمام هذه التطورات المتسارعة التي عرفتها الفيدرالية الديموقراطية للشغل ، لم يبق العزوزي وأنصاره في المكتب المركزي مكتوفي الأيدي ، فقد سارعوا بدورهم إلى دعوة المجلس الوطني إلى الانعقاد بشكل عاجل يومه الأربعاء بمدينة الرباط،، من أجل المصادقة على القرارات التي اتخذها المكتب المركزي وخاصة المتعلقة بتجميد عضوية فاتيحي وإيوي والدحماني، والمتهمين حسب العزوزي «بالتشويش وعرقلة الاجتماعات واختلاس 180مليون سنتيم من مالية المنظمة النقابية».