سيناريو متكامل ومحبوك0 سرقة مسلحة استخدم فيها الرصاص الحي وهدوء الأعصاب 0 المشهد لا يختلف كثيرا عما نشهده في أفلام العصابات الهوليودية ، « ناري قتلوهم .... ناري قتلوهم ...» هكذا كانت تصرخ إحدى النساء صباح أمس ، وهي ترتجف من هول الصدمة، فيما الكلمات تخرج من فمها مبعثرة ، إنها إحدى شهود عملية سرقة مسلحة صباح أمس بالدار البيضاء شخصين، أحدهما في السابعة والثلاثين ، والثاني في الثامنة والخمسين، يغادران سيارة سوداء من نوع «داسيا»، يلجان مقر إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، كانا يحملان كيسا به 11 كلغ من الذهب، من أجل التعشير عليها في إدارة الجمارك ، بعد انتهاء الإجراءات غادرا البناية، بمجرد تجاوز البوابة المقابلة للوكالة الحضرية بعدة أمتار ، اقترب منهما شخصين على دراجة نارية كبيرة الحجم من نوع (تي ماكس)، كانا يضعان على رأسيهما الخوذة وقناعين أسودين ، حسب ما أكده شهود عيان تابعوا تفاصيل الحادث 0 ترجل الراكب الثاني على الدراجة وتوجه صوب الشخصين مباشرة، أشهر مسدسا وأطلق خمسة رصاصات على الأقل، الضحية الأول تعرض لرصاصتين واحدة في الظهر والثانية على مستوى الذراع، كما تعرض مرافقه لرصاصتين، الأولى على مستوى العمود الفقري والثانية قرب الكلية، فيما الرصاصة الخامسة أخطأت هدفها، واخترقت الباب الأيسر الأمامي ، لسيارة بيضاء اللون من نوع «باليو»، كانت متوقفة بالقرب من مقر الجمارك و تابعة لنفس الإدارة 0 في لحظات خاطفة تم إطلاق الرصاص، بعدها قفز المهاجم خلف زميله على الدراجة ، وغادرا المكان إلى وجهة مجهولة، حيث لايزال البحث جاريا عنهما لحد الساعة ، « شفتهم وهوما مضروبين، كانوا طايحين و فيهم الدم... » يقول أحد مستخدمي الإدارة السابقة، وهو يصف مشهد الشخصين مرميين على الأرض، كانا يتأوهان من الألم، وأخبرا الحاضرين أنهما تعرضا لسرقة كمية كبيرة من الذهب، بسرعة تم إستدعاء سيارة الإسعاف إلى عين المكان، ونقل الضحيتين إلى غرفة المستعجلات بابن رشد، حيث أدخلا مركز العناية المركزة من أجل إجراء عمليات جراحية لهما، كما تقاطرت على المكان كل عناصر الفرق الأمنية 0 مصدر أمني أشار أن ، المهاجمين كان يعلمان توقيت عملية التعشير، وكان على دراية مسبقة حيث استعدا للعملية بإحكام ، وأن الرصاص الذي أصاب الضحيتين من نوع تسعة ملمترات، وهو مخالف لنوع الرصاص المستخدم من قبل العناصرالتابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، والتي تستعمل عيار سبعة ملمترات، وكانت عناصر الشرطة العلمية ومسرح الجريمة والشرطة القضائية، باشرت أبحاثها داخل سيارة «باليو» للعثور على الرصاصة الطائشة التي أصابت السيارة لكنها لم تعثر عليها لحد كتابة السطور . مصادر أمنية أخرى، كشفت أن التحقيقات بدأت منذ اللحظة الأولى للحادث ، شرعت في الإستماع إلى شهادة الشهود، الذين عاينوا الحادث وأوصاف المهاجمين ، من أجل فك خيوط هذا الحادث ، الذي يشكل تطورا كبيرا في عمليات السطو المسلح، من ناحية أخرى نفس المصدر أنه ، سيتم الإستعانة بالكاميرات المتبثة على جدران إدارة الجمارك ، والتي قد تكون رصدت الحدث من بدايته حتى نهايته ، وربما تسعف المحققين في التعرف على مرتكبي الحادث، الذي خلف هلعا كبيرا في نفوس الموظفين ومستخدمي الإدارة الضرائب 0 المصابين وفق ما كشفته مصادر طبية ل «الأحداث المغربية» هما (مرمر مصطفى) من مواليد 1974 ،أصيب برصاصتين على مستوى العمود الفقري والكلية ، حالته ليست خطيرة ، كان يواصل حواره مع العناصر الطبية والإسعاف، ولم يفقد الوعي طوال فترات نقله للمستعجلات، فيما المصاب الثاني، من مواليد 1953 ( منار حميد ) تعرض لإصابة بالرصاص في الظهر والذراع، كانت حالته مؤثرة نوعا ما، ذات المصدر أشار أن شكوكا لازالت تحوم حول كون الرصاصة التي أصابت الظهر، هي نفسها التي اخترقت الذراع ، ولن يتم التأكد من الأمر ، إلا بعد إجراء العملية الجراحية والفحوصات بالأشعة 0