خلال شهر رمضان يكثر الإقبال على ممارسة الأنشطة الرياضية خصوصا قبل وقت الإفطار. غير أن العديد من الممارسين يطرحون عدة أسئلة حول مدى خطورة النشاط البدني خلال الصوم وحول طبيعة النشاط الرياضي الواجب ممارسته وفي أية ظروف وشروط. مخاطر واحتياطات خلال ممارسة نشاط رياضي أثناء الصوم يحرق الجسم في المقام الأول السكريات ثم الدهنيات التي تجري في الدم. مما يفرض على الجسم استعمال احتياطاته من الكليكوجين والدهون والبروتينات. حينما يطول الإمساك عن الطعام كما هو الحال خلال رمضان فإن النقص في الطاقة يعرض الجسم للمعاناة مما يصعب معه تحقيق إنجازات رياضية في غياب الموارد الطاقية اللازمة. فاستعمال البروتينات العضلية من اجل إنتاج الطاقة قد يؤدي إلى اختلالات عضلية مصاحبة لهشاشة النسيج العضلي، وهذا الخطر يتفاقم في حالة عدم شرب الماء بشكل كاف. فالاجتفاف الناجم عن قلة الماء يقوي خطر الإصابات الوترية والعضلية. إن النقص في مصادر الطاقة خلال الصوم يخلق متاعب للجسم للتكيف مع المجهود البدني وقد يؤدي ذلك إلى وقوع الإجهاد خصوصا مع تكرار التمارين. فالاضطرابات الناجمة عن قلة الماء والأملاح المعدنية لها انعكاسات على تحمل المجهود خصوصا على مستوى الجهازين التنفسي والدموي مع احتمال وقوع اختلالات في إيقاع نبض القلب. فضلا على أن الإحساس الشديد بالجوع قد يربك المجهود وذلك بفقدان الشعور بالمتعة واللذة. ومن الأخطار المصاحبة للنشاط البدني خلال رمضان النقص في كمية السكريات التي من أعراضه (الارتعاش –الدوار- الغثيان- صعوبة في الحفاظ على التوازن- آلام في الرأس-عدم القدرة على التركيز). وقد تؤدي هذه الحالة عند تفاقمها إلى فقدان الوعي أو حتى الموت في بعض الحالات. هناك كذلك خطر الارتفاع المفاجئ للحرارة أثناء المجهود. وهو ارتفاع فجائي لحرارة الجسم المركزية جراء عمل بدني شديد كالجري لمسافة جد طويلة ينجم عنه اختلال في أنظمة ضبط الحرارة داخل الجسم وقد يؤدي إلى الموت بسكتة قلبية. وهناك إصابات وحوادث ناجمة عن قلة الماء والأملاح والطاقة قد تصيب العضلات والأوتار(-التمزق والتشنج العضلي –وهن عضلي). أما النقص في الماء فقد يتسبب في اختلالات في عملية الاستقلاب مما يتسبب في ارتفاع النفايات الدموية وتغير في نسبة السكر وتغير في وظيفتي الكبد والكليتين. إرشادات لممارسة سليمة قبل الإفطار: خلال الأسبوع الأول يجب اتخاذ الحذر وممارسة الرياضة بطريقة معتدلة وعدم تجاوز القدرات والتوقف فور الشعور بألم في الصدر أو صعوبات تنفسية. مع التركيز والإنصات إلى الجسد. بعد الإفطار: ساعتين إلى ثلاث بعد وجبة فطور خفيفة هي المدة المناسبة لمباشرة أي نشاط رياضي ويبقى الشعار دائما هو “لا تتجاوز قدراتك “. وعند جهل مجموعة من القواعد يمكن أن يتعرض الشخص لعدة أخطار. كالتعرض لأزمات قلبية ودماغية أو الارتفاع المفاجئ في الضغط الدموي أو حتى الموت المفاجئ أحيانا. وتزداد الأخطار بالنسبة للأشخاص الذين يتجاوز عمرهم 40 سنة وبالأخص المدخنون منهم والمصابون بالسكري أو الذين لم يسبق لهم أن مارسوا أي نشاط بدني. كما أن بعض الرياضات تعتبر خطيرة كالألعاب الجماعية. وفي هذه الحالات فالاستشارة الطبية ضرورية. وينصح الصائمون من أصحاب الأمراض المزمنة كالربو والسكر بممارسة الرياضة في الفترة المسائية فقط، وذلك حتى يتمكنوا من اتخاذ إجراءات مناسبة في حالة هبوط السكر أو في أزمة الربو، ذلك لأنهم سوف يترددون في اتخاذ أي احتياطات في وقت الصيام، مما قد يعرض حياتهم للخطر. يجب أيضا تقريب المجهود البدني لوقت الإفطار ما أمكن. يجب كذلك التوقف حالا عند الشعور بألم في الصدر أو الإحساس بألم ما أو صعوبة في التنفس. وتفادي الرياضات التنافسية وعقلية المواجهة والمنافسة. خلال شهر رمضان يجب ممارسة رياضات ممتعة كالمشي والسباحة والدراجة وتجنب الرياضات التي تستلزم تعبئة موارد طاقية مهمة كالرياضات التنافسية (كرة القدم، كرة السلة...) . مع ضرورة شرب الماء بكمية كافية أثناء السحور وأخذ دوش بارد أو العوم في المسبح مع استعمال المكيفات إن أمكن وتجنب التعرض لأشعة الشمس. وتفادي تناول المشروبات المدرة للبول كالقهوة والشاي ليلا. امش، اسبح، استعمل الدراجة الهوائية ولا تجهد نفسك وتوقف حينما يعطي الجسم إشارة الإحساس بضيق أو ألم في الصدر أو صعوبة في التنفس محمد البصيري