لا شك أن لممارسة الرياضة فوائد عديدة لجميع فئات المجتمع، من رجال ونساء وصغار وكبار، فممارسة الرياضة بانتظام قادرة على أن تُقلّص من احتمال الإصابة بالمشاكل الصحية الحالية، مثل ضغط الدم، السكري وأمراض القلب، ذلك أن لها دوراً جيداً في علاج زيادة الوزن وإنقاص الدهون، عدا دورها في التخفيض من ارتفاع الكولسترول والتريغليسيريد في الدم.. وأحب أن أوضح أن ممارسة الرياضة، خصوصا في شهر رمضان، مفيدة لجسم الإنسان. ويقصد بالنشاط البدني المعتدل التمارين أو النشاط الذي تستطيع القيام به والاستمرار في ممارسته لأكثر من 10 دقائق دون الشعور بالتعب الشديد، لأن يجب الحذر من التعب الشديد وإيقاف التمارين أو النشاط في حالة الشعور به.. وأقصد بالأنشطة التي يمكن ممارستها في هذا الصدد المشي السريع، الهرولة، السباحة واستخدام الدراجة أو الآلات الرياضية. فمؤشر ثبات الوزن كاف للدلالة على أن الحالة الصحية للفرد جيدة، خصوصا بعد سن الخمسة والعشرين، كما يعتقد بعض الناس، لذا من الضروري الحفاظ على النشاط البدني لتجديد الخلايا وللمحافظة على الكتلة العضلية التي تحل محل الدهون بعد سن الخامسة والعشرين إذا اتسمت حياة الإنسان بالخمول بعد هذه السن... وللحد من زيادة تراكم الدهون في الجسم، فإنه يُنصَح بالالتزام بممارسة الأنشطة البدنية بانتظام طيلة أيام السنة وحتى في شهر رمضان الكريم، حيث يقع من اعتادوا على ممارسة الرياضة بانتظام طيلة أيام السنة في حيرة من أمرهم حول الوقت والكيفية التي عليهم اتباعهما لممارسة الرياضة، لانتهاز فرصة شهر رمضان من أجل إنقاص ما تم تخزينه من دهون خلال السنة. وعن نوعية الرياضة التي تمكن ممارستها في شهر رمضان المبارك، يجب أن تكون خفيفة وغير مرهقة، كرياضة المشي، وهي الأفضل في الشهر الكريم، كما لا بأس من ممارسة السباحة خلال الشهر الكريم، مع تفضيل أن تكون بعد الإفطار، حتى نتجنب احتمال دخول الماء إلى الفم. في جميع الأحوال، من الضروري طلب المشورة الطبية قبل البدء في ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة. وأهم عنصر في ممارسة التمارين الرياضية في شهر رمضان هو اختيار الوقت والمكان المناسبين، واليكم أهم الأمور الأخرى الواجب اتباعها بخصوص هذا الأمر. ينصح بممارسة الرياضة في الجو البارد المعتدل وليس في درجة الحرارة العالية، فالجو الحار يزيد من فقدان جسم الإنسان السوائل، مما قد يؤدي إلى إصابة الصائم بالجفاف . الحرص على تناول وجبة السحور واستهلاك كمية مهمة من الماء والمشروبات، كالعصير الطبيعي والحليب، لأنها تعوض ما يُفقَد خلال المشي في نهار رمضان . الحرص على إجراء بعض التمارين بعد وجبة الإفطار بأكثر من ثلاث ساعات، حيث إن الرياضة بعد الوجبة مباشرة مجدية، لأن الجسم وقتها يركز على عملية الهضم والامتصاص وأجهزة الهضم أو ممارسة الرياضة قبيل الإفطار، لخسارة دهون أكثر. عند ممارسة رياضة المشي أو غيرها، يجب اختيار أماكن ذات تهوية عالية في درجة حرارة معتدلة وليس تحت الشمس وبعيدة عن الشوارع الرئيسية، والتي يكون فيها التلوث الناتج عن دخان السيارات، لأن هذه المركبات تساهم في زيادة إرهاق الجسم، وخاصة عند الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي أو ممارسة الرياضة في قاعات ومراكز الرياضة، فهذا أمر جيد ، كما يُستحسَن الابتعاد عن التمارين العنيفة. عدم الإكثار من تناول كميات كبيرة من المنبّهات، كالشاي والقهوة أو مشروبات الطاقة . كما يجب الحرص على تناول النشويات كمصدر للطاقة والفواكه، مثل التمر والعصائر الطبيعية، بعد بذل المجهود. ويجب على الرياضي في شهر رمضان، أيضا، على الخصوص، إمداد الجسم ببروتينات السمك أو اللحم أو الدجاج أو البيض، لكونها مهمة جداً خلال أي تمارين. عدم الإكثار من تناول الأكل عند الإفطار، لتفادي الإحساس بالخمول بعده وبعدم القدرة على ممارسة الرياضة. إذا لم تجد الوقت الكافي لممارسة الرياضة خلال شهر رمضان المبارك، فبإمكانك زيادة نشاطك بواسطة بعض الأمور البسيطة، كاستعمال الدرج بدل المصعد في كل مرة يكون عليك الصعود فيها إلى بناية ما. الذهاب إلى المسجد مشيا على الأقدام، فهذا الأمر في حد ذاته يعتبر رياضة يومية.