لحظة قوية كانت من أبرز لحظات تقديم العرض ماقبل البث للشريط التلفزيوني «مرحبا» للمخرجة زكية الطاهري وزوجها أحمد بوشعلة. تلك اللحظة بدأت لتستمر في القاعة بعد أن انسل مسؤول الإنتاج بالقناة الثانية عبدالحق المبشور من الزاوية التي كان يجلس بها ليتقدم نحو وسط القاعة آخذا الميكروفون. انتظر الجميع لحظة معتقدين أن الرجل سيقدم أسباب الوجود في فناء إحدى قاعات فندق رويال منصور. لكن لا. إصرار المسؤول على أخذ الكلمة أولا قبل المخرج والبقية الباقية من الحضور كان وراءه سبب عظيم وأمر مقدس. قبل أن نعرض الشريط الجديد، أدعوكم إخواني أخواتي أن تقفوا جميعا من فضلكم، دقيقة صمت لقراءة الفاتحة على أرواح الجنود المغاربة الذين قتلوا في حادث تحطم طائرتهم العسكرية بالقرب من مدينة كلميم يقول المبشور بنبرة خشوع وذهول. أمر استجاب له الحضور جميعا ليقفوا حتى قبل أن يتمم الرجل كلمته لتقرأ الفاتحة ويليها الدعاء بتقبل الشهداء في جنات الله الواسعة. تلك اللحظة القوية التي كانت بادرة طيبة من المبشور، ظلت رائحتها تجول بين الصفوف في القاعة وظلت معها أرواح الشهداء ترفرف فوق رؤوس الحضور طيلة مدة عرض الشريط التلفزيوني «مرحبا». بعد ذلك تناوب كل من رشيد زكي والمخرجة وزوجها والطاقم في تقديم الخطوط العريضة التي تهم الشريط التلفزيوني «مرحبا». أعتقد أن جل الممثلين الذين شاركوا في العمل موجودون بالقاعة، لا ينقص إلا البطلة منى فتو. ماعليهش، خليها ترتاح راها دابا ف تركيا واخذة عطلة ديالها للي تستحقها بعد أشهر طويلة من العمل، تقول زكية الطاهري المخرجة المغربية أثناء تقديمها لشريطها التلفزيوني الجديد «مرحبا» الذي يعد أول تعامل تلفزيوني للطاهري مع القناة الثانية بعد سنوات طويلة في الميدان. كانت التجربة رائعة على مستويات كثيرة سواء ما تعلق بالإنتاج أو بالطاقم الفني الذي شاركنا التجربة. تبرز الطاهري قبل أن تضيف أن الإمكانيات لم تكن في المستوى المطلوب، وحتى الوقت الذي منحنا من أجل إتمام العمل وجعله جاهزا لم يكن كاف. غير أن إرادة الطاقم وبتشجيع من مسؤولي دوزيم فقد تمكنا من الخروج بالعمل في وقته وفي أحسن الظروف. من جانبها اعتبرت نعيمة إلياس التي لعبت دور أم البطل أنها سيعدة بمشاركتها في العمل، وسعيدة جدا بالكاسيتنغ الذي استمتعت معه تقول طيلة أيام التصوير.. لا أسعى من خلال هذا العمل إلى تمرير أي رسالة، تقول الطاهري، لكن كل ما أسعى إليه هو وضع الكثير من الأمور التي نتعايش معها يوميا أمام المشاهد. أشتغل بشعوري وبأحاسيسي، ومن ثم فإن كل ما يصدر عني هو مجموعة أفكار وأحاسيس دفينة عشتها خلال تجرتبي في الحياة، وخاصة خلال تجربة الربع قرن الذي قضيته بفرنسا. هذه التجربة هي التي أحاول بلورتها في مختلف أعمالي. وتتأكد في الشريط التلفزيوني مرحبا، الذي أتمنى أن ينال إعجاب الجمهور، حين أضع في الواجهة المواطنين المغاربة، سواء مغاربة الداخل أو مغاربة العالم. كما أني أحاول التركيز على تيمة المال والثروة والفوارق الاجتماعية، عبر لفت النظر إلى الفكرة المغلوطة والتي تجاوزها الزمن في وقتنا الحالي والمتعلقة بنظرة الانبهار والإعجاب حد الطمع في المهاجر المغربي باعتباره مصدر الغنى والثروة. وهذه النظرة ٌإلى الآخر هي التي أحاول عكسها عبر أحداث الشريط من خلال عائلتي برادة وبجاوي. وهما عائلتان متناقضتان هاجسهما المال والرفاء الاجتماعي دون اعتبار لأي شيء. وهذا ما تحكيه قصة الشريط التلفزيوني الذي يمتد لساعة ونصف. من خلال تتبع خيط الرغبة في الزواج بين شاب مغربي مهاجر يمتهن التمثيل. يقرر العودة إلى المغرب للزواج والاستقرار. يرتبط بفتاة من عائلة ثرية، فيجمع الحب بين قلبيهما. لكن يفرقهما وضع عائلتيهما الاجتماعي وطبيعة تكوين وثقافة كل أسرة. ما سيعيق هذا الحب بعد أن تداخلت فيه مصالح مادية أصبحت منطق حسابات كل عائلة.. إلا أن قوة وعزيمة الحب الصادق بين الشابين اللذين لم يختارا أبويهما ولاوسطيهما العائلي، هو الذي سينتصر في الأخير ويجمع بين متناقضات العائلتين، في قالب كوميدي شيق وخفيف، ويتوج ذلك بذبح خروف سيكون بداية صفحة جديدة في علاقة آل برادة و آل بوجيدي يوم الأربعاء المقبل على دوزيم.