«روسي في تافراوت». هذا ليس عنوان مسرحية أو شريطا سينمائيا وإنما واقع شهدته منطقة تافراوت الأسبوع الماضي بعد أن اختارت فرقة الرقص الروسية، المشاركة في مهرجان تيفاوين في دورته السادسة. روسيا تحولت إلى تافراوت كي تتحف جمهور هذه الربوع لأول مرة في تاريخها بلوحات فنية جميلة، تجاوب معها الجمهور الحاضر وحتى زوار المهرجان المنظم بمبادرة من جمعية «فيستفال تيفاوين».. ميزة هذه الفرقة، التي أصر القنصل الروسي بالبيضاء على مرافقتها شخصيا إلى مكان العرض، أنها تعتمد على رقصات وحركات جسدية في تناغم بديع يغني عن الكلام في الوصول إلى المتلقي. «هاد المنطقة جميلة وهادي أول مرة كانوصل لهنا»، يقول «سيرجي إيفانوف» الديبلوماسي الروسي. وأعتقد أن مايميز المنطقة هو الهدوء والسكينة التي وقفت عليها هذا بالإضافة إلى طيبة أهلها الذين ألمح في عيونهم ميزة الترحاب وروح القبول بالآخر. وهو مؤشر يفسر سر تواجد أعداد مهمة من السياح. انفتاح تيفاوين على ثقافات من بلدان أخرى، يعطي الحجة على النضج الذي وصله الحدث الفني الأبرز بمنطقة تافراوت. وهو يعطي أيضا الدليل على أن عالمية الحدث لم تعد بالعسيرة، اعتبارا للقيمة الإنسانية، والفنية، والاجتماعية، التي يكتسيها المهرجان الناصر لقضايا القرية المغربية. إلى جانب، الجانب «السلافي» الحاضر هناك، كان الموعد مغربيا بامتياز منح الفرصة لأصوات مغربية مهمة طيلة أيام التظاهرة التي اختتمها حميد بوشناق في سهرة لاقت تجاوبا مهما مع الربرتوار الفني، لهذا المبدع. وقبل بوشناق، شهدت منصة العرض حدثا فنيا تمثل في الديو الذي جمع بين، القدسي الكناوي وعلي فايق قائد مجموعة «أمارك فيزيون». امتزجت فيه الأغاني الأمازيغية بالعربية في قالب كناوي وروايسي، شكل الحدث فعلا خاصة أنه شكل فاتحة مبادرات إنتاج أغاني لمجموعة من الفنانين المغاربة سواء في الأغنية العربية أو نظيرتها الأمازيغية. سهرات «تيفاوين» شهدت حضور وجوه فنية أخرى أثتت ليالي المهرجان الذي عرف إقبالا جماهيريا مهما. فلا الحرارة ولا بعد المسافة منعا الجماهير من التنقل إلى منصات العرض. هناك تسامر الجميع إلى الساعات الأولى من الصباح. كيف لا والموسم عطلة صيفية، والكل يعلم أن السهر يحلو ما بعد غروب شمس الصيف الحارة. فاطمة تيحيحيت، حسن أرسموك، تاشتوكت، وآخرون كانوا كلهم حاضرين وقدموا وصلات رائعة تجاوب معها الجمهور الذي حضر بتافراوت. جانب الترفيه لم يمنع من إقامة أنشطة أخرى موازية. أنشطة شملت الجانب الاجتماعي عبر تزويج إعريمن، أي الشباب، من أبناء المنطقة في طقس محلي، اعتاد المهرجان الحرص على تنظيمه ضمن فقراته السنوية. الجانب الثقافي شكل الحدث أيضا، استهل ب« أولبمياد تيفيناغ» التي تشجع الأطفال المغاربة على التحصيل في مجال تعلم اللغة الأمازيغية. أما جديد الدورة، فكان مشاركة أكاديميات عبر ربوع المملكة، لتعميم تشجيع تعلم هذه اللغة. إضافة إلى احتضان ثانوية محمد الخامس للدورة الثانية لجامعة محمد خير الدين، حيث دخل خلالها العديد من الأساتذة والباحثين حول موضوع الشباب القروي و أسئلة الراهن والمستقبل.