تحت شعار»الانتصار لفنون القرية»، نظمت جمعية فستفال تيفاوين بتعاون مع جماعة أملن الدورة الخامسة لفستفال تيفاوين بمركز جماعة أملن القروية وبلدية تافراوت من 23 إلى 26 يوليوز الماضي، بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وجهة سوس ماسة درعة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وعمالة إقليمتيزنيت والمجلس الإقليمي للسياحة ومختلف الشركاء والمحتضنون.. انطلق برنامج اليوم الأول بمراسيم الزواج الجماعي الذي بلغ دورته الثالثة بدعم من الشريك الاجتماعي للفستفال حيث تم تزويج 10 شبان وشابات بفضاء مدرسة محمد الخامس بتافراوت وتقديم دعم مالي قدره 10.000 درهم لكل زيجة. وقد كان هذا النشاط مناسبة للتذكير بأهمية مؤسسة الزواج في الاستقرار الاجتماعي. ومساء نفس اليوم، بفضاء المسبح الجماعي بأملن، انطلقت فعاليات مفاجأة المهرجان «ميكا أنوال» وهي تقديم لأكبر عرض للمطبخ السوسي الأمازيغي، حيث تم عرض أزيد من 68 أكلة من طرف 8 تعاونيات نسوية قصد إبراز مقومات وغنى الطبخ السوسي الأمازيغي. وعرفت ليلة اليوم الأول سهرة فنية كبرى تم تخصيصها لفرق أحواش وعرض احتفالي لعادات وتقاليد الزواج بمنطقة تافراوت بدء بظاهرة «السقر» وصولا إلى «الزواج». وقد تميزت هذه السهرة التي حضرها أزيد من 8000 متفرج بمشاركة فرق أحواش أيت براييم، إندوزال، أرغن برئاسة الحاج يحيا بوقدير، وأحواش نساء تافراوت بالإضافة إلى تكريم «المعلم موح أنجار» أحد رواد أحواش بمنطقة تافراوت. وفي اليوم الثاني، انطلقت فعاليات الدورة الأولى لجامعة محمد خير الدين القروية تحت شعار «منطقة تافراوت وأملن: مؤهلات ثقافية وتاريخية» بمشاركة مجموعة من الأساتذة والباحثين بقاعة المحاضرات بمدرسة محمد الخامس بتافراوت. وقد افتتحت الجامعة بكلمات لكل من رئيس جمعية فستفال تيفاوين ورئيس المهرجان ورئيس بلدية تافراوت وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية لجامعة ابن زهر بأكادير وممثلة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وفي مساء نفس اليوم قام عامل إقليمتيزنيت بزيارة أروقة «ميكانوال» رفقة وفد مكون من نواب برلمانيين ومنتخبين ومسؤولين إقليميين وعدد من ضيوف المهرجان. وانطلقت فقرات السهرة الفنية الثانية بمشاركة مجموعة تودرت ومجموعة إزنزارن الشامخ العائد من فرنسا بعد غياب دام أزيد من 20 سنة حيث تميزت هذ الفقرة بمشاركة كل من الفنان إد باسعيد والفنان مولاي علي فائق الذين أتحفوا الجمهور بروائع مجموعة إزنزارن، بالإضافة إلى مجموعة «هوبا هوبا سبيريت» التي قدمت أغاني شبابية تجاوب معها الجمهور بكثرة، وأخيرا الرايسة عائشة تاشنويت التي قدمت أغانيها المشهورة والتي أضفت عليها طابعا متميزا برقصاتها الجميلة. وقد تميزت هذه السهرة بتكريم الحكم الدولي في التنس ابن المنطقة «محمد الجناتي» وكانت السهرة التي تتبعها أزيد من 15 ألف متفرج من تقديم الإذاعية خديجة البوزيدي ومن تنشيط الفكاهي أسلال، في اليوم الثالث، استمرت فعاليات الجامعة القروية بتقديم مداحلات الأساتذة الباحثين في الجلستين العلمية الثالثة والرابعة طيلة اليوم بقاعة المحاضرات بمدرسة محمد الخامس. وعرف نفس اليوم منافسات «تاسمغورت ن تيزلا» بمشاركة العديد من العدائين الجهويين والوطنيين بمدار مدينة تافراوت. وفي المساء تميزت السهرة الفنية الختامية بالحضور الفني الوازن لفرق ومجموعات أحواش، بمشاركة كل من فرقة أحواش تمنارت وفرقة إمازالن.. كما اتسم هذا الحفل الختامي بقدوم مجموعة رباب فيزيون التي يقودها الفنان حسن فلان الذي يعد من العازفين المهرة على آلة الرباب، وشارك أيضا الرايس الحسين الطاوس وتوج الحفل بصعود الرايسة فاطمة تاباعمرانت إلى الخشبة لتتحف الجمهور بأغانيها الرائعة إلى حدود الساعات الأولى من الصباح. وقد قدمت هذه السهرة التي تابعها أزيد من 18.000 متفرج، الناشطة الجمعوية حنان كاحمو وكانت من تنشيط الفنان الساخر الفكاهي «شاوشاو». كما عرفت هذه الأمسية الفنية تكريم قيدوم الفكاهيين المغاربة الفنان عبد الرؤوف، وتحفيز التلاميذ المتفوقين ماديا في شعب البكالوريا والابتدائي بدائرة تافراوت من طرف الشركاء التربويين للفستفال. وتجدر الإشارة إلى أن الجمعية المنظمة، ودأبا على عادتها، برمجت خلال هذا اليوم الختامي مجموعة من الفقرات التربوية الهادفة إلى إشراك الأطفال في فعاليات الفستفال. منها أساسا مسابقة «أولامبياد تيفيناغ» التي أقيمت هذه السنة على الصعيد الوطني بعد أن كانت مقتصرة على إقصائيات إقليمية وجهوية، واحتضنتها مدرسة محمد الخامس بتافراوت بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لسوس ماسة درعة، وشارك في نهائيات هذه الأولامياد الوطنية لتيفيناغ 14 تلميذا وتلميذة من 9 أكاديميات جهوية، بتأطير من المفتشية المركزية لوزارة التربية الوطنية والمركز الديدياكتيكي للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وبالموازاة مع ذلك، تم تنظيم اللقاء الوطني حول تدريس اللغة الأمازيغية بمشاركة العديد من الفاعلين والمهتمين من مفتشين وأساتذة وجمعويين حيث كان النقاش منصبا حول السبل الكفيلة لتطوير وتعميم تدريس اللغة الأمازيغية بالمدرسة الابتدائية ونقلها إلى بقية الأسلاك التربوية. وقد عرفت هذه الدورة نجاحا باهرا من حيث جودة الفقرات والتغطية الإعلامية المتميزة خصوصا القناة الأمازيغية، وإقبال الجمهور الغفير من أبناء المنطقة وخارجها الذي حج إلى منطقة تافراوت لاكتشاف مؤهلاتها الطبيعية والجغرافية وسبر أغوارها من حيث الغنى الثقافي والموروث الحضاري.