«عفو تمسنا» ابنة المقاوم «عبد السلام عسو» وزوجة الفلسطيني «منذر العسلي»0 ثلاثة أشخاص قدر لهم أن يقفوا في أماكن متباعدة وأزمنة متفرقة وجها لوجه أمام الظلم والتعدي على أي شبر من الأرض0 فالاسم المؤنث بين هذا الثلاثي «المناضل» أصبحت الآن مجرد امرأة مسنة ووحيدة، حيث واجهت بمؤازرة العشرات من جيرانها يوم الأربعاء 28 أبريل الماضي تنفيذ حكم بالإفراغ من مسكنها المتواضع بسيدي مومن القديم بالدار البيضاء0 كان والدها مقاوما ضمن صفوف «موحا أوحمو» بمنطقة إيداس بنواحي والماس وأحد أعضاء جيش التحرير0 زوجها الفلسطيني الجنسية، قضى حوالي ثلاثين سنة بالمغرب مديرا لمؤسسة تعليمية، وأنجب منها خمسة أبناء0 وبعد مقتل شقيقه على أيدي الجنود الإسرائليين بالأراضي المحتلة، عاد بصفة نهائية سنة 1990 إلى فلسطين رفقة أولاده، لتبقى هذه المرأة المزدادة سنة 1947 تعيش في منزلها رقم 3 الكائن بالزنقة 31 بسيدي مومن القديم قرب حي «الدوما»، حيث صدر في حقها حكم بالإفراغ عن مصلحة التنفيذ بمحكمة الاستئناف من دون أي تعويض0 وفي خطوة تضامنية معها، حال العشرات من السكان المجاورين لها والقاطنين ببعض الأحياء الصفيحية القريبة مثل «دوار بيطرة، دوار العربي بن امسيك، دوار فكيك» دون تنفيذ هذا القرار من طرف عون قضائي وإحدى «العريفات» وحضور القوات العمومية، حيث ظلت هذه الحشود في حالة اعتصام دام أزيد من ثماني ساعات أمام مسكن «عفو تمسنا»، كما شارك ممثلون عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالبرنوصي وجمعية أطاك المغرب0 اليوم تعيش «عفو تمسنا» «بلا حنين ولا رحيم»، ولم يتبق ببيتها سوى صور لعائلتها وأخرى لمدينة القدس، وهي في حالة نفسية صعبة بسبب الوحدة والشوق إلى رؤية أبنائها، وجراء كابوس الدعوى المرفوعة ضدها من طرف شخص «يدعي أنه اشترى البيت سنة 1996 في حين أن هذه السيدة وعائلتها اشترته سنة 1975، وسكنته منذ تلك الفترة، وهو مسجل لكن عملية التحفيظ ظلت موقوفة »0