بالزنقة 31 رقم 3 بسيدي مومن القديم، قرب حي الدوما، تسكن «عفو تمسنا» (مزدادة بتاريخ 01/01/1947 حاملة للبطاقة الوطنية رقم B60435) وحيدة في بيت لم يبق منه سوى ذكريات عاشتها رفقة عائلتها، هذه المرأة ، متزوجة من السيد منذر العسلي الفلسطيني الجنسية الذي كان يقيم ولسنوات طوال معها بالمغرب، وكان يشغل مدير مؤسسة تربوية لأزيد من ثلاثين سنة، بعد أن كان مدرسا بمدينة مكناس، أنجب منها خمسة أطفال، وقد أصيب بأزمة نفسية مباشرة بعد مقتل شقيقه على يد الجنود الصهاينة في فلسطين، مما اضطره إلى السفر إلى الأراضي المحتلة سنة 1990 رفقة أبنائه. هذه العائلة ، وحسب إجماع شهادة الذين عرفوها ، كانت عائلة طيبة ومثقفة وكان زوجها يساعد الناس في التعلم، ويراعي ظروفهم، بل كان يساعد أبناء اليتامى في التحصيل مجانا. الأم المكلومة «عفو تمسنا»، تعيش الآن وحيدة وفي حالة نفسية صعبة بسبب الوحدة والشوق إلى رؤية أطفالها، كما أنها مهددة بالإفراغ (يومه الأربعاء 28 أبريل 2010)، من المنزل الذي تقطنه بسبب دعوى قضائية رفعت ضدها بالرغم من توفرها على كل الوثائق التي تثبت ملكيتها للمنزل الذي عمرته لسنوات رفقة زوجها وأطفالها، ولأنها تعاني أزمة مالية صعبة لا تستطيع معها توكيل محام يستطيع إتمام إجراءات الاستئناف، فإنها اليوم معرضة للتشرد، بل، حسب مصادر جمعوية / حقوقية، أصبحت تتعرض للتخويف من طرف مجهولين ، حيث أكدت أنها في أحد الأيام الأخيرة تم رميها بحجرة كادت أن تصيبها! هذه الأم، تقول المصادر ذاتها، «ابنة مقاوم وأحد أعضاء جيش التحرير، كان مع أبطال المقاومة أنذاك، موحا اوحمو وغيرهم ويدعى «عبد السلام عسو تمسنا» الذي ينتمي إلى منطقة ايداس وقد قاوم بمنطقة والماس، تعيش عزلة قاتلة حيث لم يتبق ببيتها سوى صور تذكرها بزمن ولى، صور لعائلتها وأخرى لمدينة القدس »!