عرفت مدينة خريبكة يوم أمس الثلاثاء أعمال شغب وفوضى، كان أخطرها اقتحام مقتصدية المكتب الشريف للفوسفاط، الموجودة بالقرب من المسبح الكبير وسرقة وإتلاف العديد من المواد الغدائية والسلع، وكذا سرقة بعض الأموال من صندوق المقتصدية، لم تحدد قيمتها بعد. وقام المحتجون بإغلاق الطريق الفاصلة ما بين القرية المنجمية أبي الأنوار ومدينة خريبكة، عند نقطة صيدلية «البيوت القدام» بوضع الحجر وإضرام النار في حاويات المزابل. وحسب شهود عيان تعود أسباب هذا التطور إلى توصل بعض المرشحين باستدعاءات للعمل بمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، وهو ما أثار حفيظة الشباب الآخرين الذين لم يتوصلوا بعد بتلك الاستدعاءات، خاصة أولائك الذين قاموا باعتصام فبراير الماضي لأزيد من 20 يوما أمام إدارة الفوسفاط بخريبكة، مطالبين بالعمل. تدخل المصالح الأمنية بخريبكة بدأ بفتح حوار جدي مع الشباب الغاضب، وفسرت لهم كيف أن عدد الاستدعاءات المحدود فقط هو متعلق بمسألة وقت ليس إلا، وأنه سيتم توزيع حوالي 8000 استدعاء انطلاقا من يومه الأربعاء 6 يوليوز الجاري، الشيء الذي استجاب له الشبان الغاضبون فأخلوا المكان. وكان عدد طلبات الشغل التي توصلت بها إدارة مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط قد قاربت 30 ألف طلب. يذكر أن تعزيزات أمنية مهمة تحيط بمكان إدارة المكتب الشريف للفوسفاط بخريبكة. وحسب مصادر بالقرية المنجمية بوجنيبة فإن مجموعة من الشبان العاطلين الذين لم يتوصلوا باستدعاءات من المكتب الشريف للفوسفاط اقتحموا مقر الباشوية احتجاجا على ما أسموه ب «نهج المكتب لسياسة الانتقاء» كما قاموا بأعمال شغب تمثلت في تكسير نصب تذكاري وتدمير حديقة وإصابة بعض الواجهات، كما تم تسجيل بعض الإصابات في صفوف المحتجين وكذا في صفوف رجال الأمن، الذين تمكنوا من السيطرة على الوضع عند ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء صباح الأربعاء. وفي الوقت الذي وصلت فيه تعزيزات أمنية مكثفة إلى بوجنيبة تحسبا لأي اضطرابات محتملة، اندلعت احتجاجات بمدينة حطان للمطالبة بالاعلان عن لائحة التشغيل. وأكدت مصادر «الأحداث المغربية» بأن المحتجين برفقة عائلاتهم قاموا بتوقيف الحافلات ومنعها من مغادرة المدينة. من جهتها إدارة المجمع الشريف للفوسفاط كانت قد التزمت بنشر لائحة التشغيل المباشر بالمجمع (برنامج سكيلز) في أجل أقصاه 30 يونيو الماضي، لكن أخرت الإعلان ليتنشر أمس خبر على الفايسبوك تحدث عن إرسال المجمع لدعوات التشغيل بالبريد وهو ما خلق حالة من التوتر جعلت شباب «حي البيوت» يبدؤون اعتصاما ليلة كاملة أمام إدارة المجمع ويحرك المدينة اليوم . يذكر أن حالة من الترقب قد سادت بمدينة خريبكة منذ أسابيع، سواء بحي البيوت الذي تقطنه غالبية من عائلات متقاعدي المكتب، وكذا بكل المراكز والقرى المنجمية، أبي الانوار وبوجنيبة وحطان ووادي زم. يذكر أن مدينة خريبكة عرفت أعمال تخريب وشغب خلال مرحلتين، الاولى يوم 15 مارس الماضي والتي قام بها أبناء المتقاعدين، والثانية يوم 14 ماي الماضي بعد الاعتصام الذي خاضته مجموعة من رجال الحراسة الخاصة المكلفة بحراسة منشآت ومصالح المكتب الشريف للفوسفات، والتابعين الى إحدى شركات المناولة، مطالبين بترسيمهم ضمن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، أسوة بعمال «سميسي ريجي» نتج عنها أزيد من 200 إصابة في صفوف رجال الأمن، منها إصابات خطيرة، وكذا في صفوف المحتجين، بالاضافة إلى اعتقال 15 شخصا مازالوا رهن المحاكمة.