لم تنفع هذه المرة العضلات المفتولة للملقب ب«البخش» المزداد في 1945 في دفع الأدى القاتل عنه. فمجرد إقدامه على تعنيف شاب دخل في شنأن مع أحد أبنائه جعله يفقد حياته بضربة سكين في الصدر أمام اندهاش جيرانه من سكان المجموعة 9 بسيدي مومن الجديد بالدارالبيضاء. هذا المدرب السابق في رياضة كمال الأجسام، الذي اشتغل أيضا «فيدورا» قبل أن يقضي فترة سنة حبسا بتهمة ترويج «المعجون». كان في حدود الرابعة والنصف من زوال أول أمس الثلاثاء على موعد مع الموت، حيث لم يكن يتوقع أن تدخله كأب قوي البنية لمناصرة ابنه، الذي اشبك مع شاب من قاطني «حي حمارة»، سوف يكلفه حياته. ففي اللحظة التي أحس فيها زائر حي سيدي مومن الجديد ب«الحكرة»، سارع إلى استدعاء بعض أبناء الدرب، الذين هاجموا «البخش» ودخلوا معه في عراك، ليباغثه أحدهم بطعنة نافذة جهة القلب أردته قتيلا في الحال، بينما أصيب ابنه في هذا النزال العنيف بجروح في جسمه. مقتل «البخش» الذي لم تصدقه ساكنة سيدي مومن، استنفر الشرطة القضائية لأمن البرنوصي زناتة، التي تمكنت دورية لها متنقلة في متنصف ليلة الجريمة من اعتقال ثلاثة متهمين من بينهم شقيقين، وتتراوح أعمارهم ما بين الأربعينات والثلاثينات، حيث أمر وكيل الملك باستئنافية الدارالبيضاء بتمديد الحراسة النظرية في حقهم بالإضافة إلى توقيف ابن الضحية أيضا على ذمة التحقيق. وفي رواية أخرى حول أسباب هذه الجريمة وفصولها، تقول مصادر لشهود عيان من أبناء المنطقة، أنه نشب شجار بين مروج مخدر المعجون المعروف بلقب “البخش”، وشقيقين من مستهلكي المخدرات، اللذين رفضا اقتناء المخدرات من الضحية مما أغضبه، حيث صفع أحدهما بمقبض السكين على مستوى وجه، فدخلوا معه في شجار عنيف وتراشق بالحجارة، ليباغته أحد المتهمين بطعنة قاتلة على مستوى الصدر أزهقته روحه بعين المكان. وبعد التحريات الأمنية تم الوصول إلى المتهمين الشقيقين المعروفين لدى مصالح الشرطة وأحد المستهلكين للمخدرات كان شاهد عيان على الجريمة. كما أفاد أحد مخبري الشرطة أنه شاهد ابن الضحية يتجه نحو مستشفى محمد الخامس بالحي المحمدي، وهو ينزف ومصاب بعدة جروح على مستوى الرأس والكتف والرأس، حيث ألقي عليه القبض عند مغادرته لقسم المستعجلات.