بينما لم تنجح الرباطوباريس في طي صفحة الخلافات الناتجة عن محاولة التحقيق غير الديبلوماسية من طرف القضاء الفرنسي مع مدير مديرية مراقبة التراب الوطني عبد اللطيف الحموشي، تفجرت قضية جديدة في أجواء التوتر المغربي الفرنسي إثر الاعتداء الذي تعرض له الجنرال عبد اللطيف بناني فوق التراب الفرنسي . الجنرال عبد العزيز بناني الذي يخضع للعلاج في مستشفى فال دو غراس تعرض لاعتداء معنوي من طرف ضابط سابق في الجيش المغربي يدعى مصطفى أديب، يبدو أنه وجد تسهيلات كبيرة في الدخول إلى المستشفى المعروف بخضوعه لحراسة أمنية مشددة، وهو ما جعل محمد ياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات، يستدعي الخميس الماضي سفير فرنسا في الرباط، شارل فري، «لإبلاغه استياء المملكة الشديد على إثر الاعتداء المعنوي الجبان الذي كان ضحيته الجنرال دوكور دارمي عبد العزيز بناني»، الأربعاء (18 يونيو)، في غرفته في المستشفى الباريسي "فال دو غراس". ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن السلطات المغربية قولها إن «هذا التصرف غير المقبول الذي ينضاف للعديد من الحوادث التي عرفتها خلال الشهور الأخيرة العلاقات المغربية الفرنسية من شأنه أن يهدد بمزيد من التعقيد في مسلسل تطبيع العلاقات الثنائية». وفي باريس، باشر المغرب في شخص سفيره، شكيب بنموسى، إجراءات للتنديد بهذا التصرف لدى وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، «بالنظر لكونه تصرفا بالغ الخطورة من حيث طابعه المستفز والمهين تجاه شخصية مغربية سامية تخضع للعلاج في مستشفى عسكري فرنسي». و تقدم الديبلوماسي المغربي إلى السلطات الفرنسية «بتساؤلات حول التساهل الذي يستفيد منه بعض الأشخاص المعروفين بسوابقهم، والذي لا يمكنه إلا أن ينعكس سلبا على العلاقات المغربية الفرنسية». وفي أول رد فعل لها على الحادث، عبرت السلطات الفرنسية عن تأثرها البالغ إزاء ما حدث، معلنة أنها ستفتح تحقيقا على الفور تحت إشراف وزارة الدفاع. هذا في الوقت الذي ذكر فيه المغرب بتشبثه « بجودة العلاقات التاريخية والعميقة مع الجمهورية الفرنسية، والتي تأخذ بعين الاعتبار قيم الاحترام المتبادل والكرامة، والتي لا يمكن في أي حال من الأحوال أن تقبل مثل هذه التصرفات التي تتنافى مع روح الصداقة والتقدير التي تطبع العلاقات الثنائية». من جانبه، ندد عبد الاله بن كيران رئيس الحكومة، خلال اجتماع مجلس الحكومة أول أمس الخميس بالرباط، بالسلوك الاستفزازي الذي استهدف بمستشفى فال دو غراس بباريس، الجنرال دو كور دارمي عبد العزيز بناني الذي يتابع علاجات مكثفة بالمستشفى المذكور. وذكر بلاغ لرئاسة الحكومة، أن شخصا ذا سوابق قضائية ومعروفا لدى السلطات الفرنسية، كان وراء هذا الاستفزاز والاعتداء المعنوي السافر على الجنرال دوكور دارمي عبد العزيز بناني وعائلته داخل هذا المستشفى.