بنكيران وشباط يتأخران في إلقاء كلمتهما في مناسبة عيد العمال. هل هي مصادفة أم تكتيك لجأ إليه الغريمين السياسيين لتتبع زلات لسان أحدهما الآخر. التوقيت المتزامن لخطابي بنكيران وشباط، طرح تساؤلات عديدة الأسباب الحقيقة وراء تعطيل احتفالات النقابتين. فمن جهة ساهم تأخير رئيس الحكومة في إرباك احتفالات الاتحاد الوطني للشغل، فإلى حدود الساعة العاشرة وخمسة وأربعين دقيقة، كان نقابيو الاتحاد الوطني للشغل، الذراع النقابي لحزب العدالة والتنمية مايزالون ينتظرون حلول رئيس الحكومة بشارع أبا شعيب الدكالي. ومن جهة أخرى، ظل أعضاء الاتحاد العام للشغالين في المغرب، وإلى حدود منتصف النهار في انتظار حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال والكاتب العام لنقابة الاتحاد العام للشغالين في المغرب. «حكومة الخوانجية تستهدف الطبقة الوسطى لتفقيرها ويستغلون الطائرات في مهمات حزبية ضيقة ، رئيس الحكومة باع المغرب لصندوق النقد الدولي، وبسبب الاقتراضات الضخمة فرض عليه البنك الدولي عدم توظيف الاطر العليا». بهذه التصريحات النارية استهل شباط كلمته أمام أعضاء نقابته، قبل أن يضيف موجها سهام انتقاداته اللاذعة إلى الحكومة بقوله «سبب التشرميل هو هاد الحكومة والوزراء لأن الاطفال والتلاميذ يعبرون على ظاهرة مجتمعية في غياب نية الحكومة في خلق فرص الشغل». وقال شباط في تعليقه على مشاكل قطاع التعليم، «نتضامن مع التلاميذ خصوصا في برنامج مسار الذي اثر سلبا على المنظومة»، وصرح حميد شباط قائلا، «الشعب المغربي يحتاج لتحسين أوضاعه الاجتماعية باراكا من الخطاب السياسي الرديء.. نريد أن يحس الشعب المغربي أن أبناءه كيقراو، الحكومة فشلت في كل شيء أننا الآن مع إخواننا في الأحزاب الديمقراطية الذين يحملون نفس برنامجنا». وأضاف أمين عام الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، «نحن البديل المنتظر لانقاذ الاوضاع الفاسدة في هذا الوطن نؤكد للمغاربة أننا نتحمل المسؤولية من اجل الدفاع عن فقراء الوطن لتعود الامور الى طبيعتها هذه المبلغ سنعيدها للفقراء ويرجع ليصانص لثمنه هو ومطيشة لثمنها الزيادة في الخبز ستكون كارثة على البلاد»، وختم شباط كلمته قائلا، «بنكيران لا يهمه الا الطائرة الخاصة والبقاء في كرسيه». رئيس الحكومة بدوره، لم تخلو كلمته من انتقادات قوية، حينما تناول الميكروفون وقال بنبرة قوية «هاذ الناس باغين يشكونا في راسنا»، كما استنكر بنكيران ظروف تجييش بعض النقابات لمناصريها وإحضارهم إلى الساحات عبر «الكيران» ودفع ثمن الحضور نقدا. وحول الحوار الاجتماعي مع المركزيات النقابية، قال بنكيران أنه التقى في الأسبوعين الأخيرين لسبع مرات مع أمناء المركزيات، خاصة مخاريق والأموي، الذي قال عنه بنكيران، أنه علق على خطوة استفادة والدي الأجير بالتغطية الصحية، بقوله «قال ليا الأموي اذا درتي آسي بنكيران غير هاذي.. باراكا عليك». ولم ينسى بنكيران نتائج الانتخابات الجزئية الأخيرة، حيث أوصى المستشارين الجماعيين التابعين لحزبه، إضافة إلى أعضاء فريقه النيابى بالحفاظ على التحالفات السابقة.