سيدي يحيى الغرب : محمد لحليبة أحالت مصالح الشرطة القضائية بمدينة سيدي يحيى الغرب على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة شابا يبلغ من العمر 32 سنة بتهمة القتل العمد في حق زوجته . فاجأت تصريحات المتهم، وهو يروي تفاصيل الجريمة التي شهدها دوار " الشنانفة " التابع للجماعة الحضرية لمدينة سيدي يحيى الغرب، المحققين، حيث كانت اعترافات الزوج التي كان يدلي بها، تلقائية وعفوية، ماجعلت علامات الخبرة تلوح على محيا محققي الشرطة القضائية وهم يستمعون إلى المتهم. سرد المتهم حياته الزوجية التي نتجت عن علاقة ربطته بفتاة كانت تشتغل بإحدى الحانات بمدينة طنجةمسقط رأسه حيث أغرم بها وقرر الزواج بها على سنة الله ورسوله وإبعادها عن الرذيلة ، حيث استقرا معا بمنزل والديه بطنجة غير أن استمرارها في تعاطي الخمور والمخدرات اضطر والديه المحافظين لطردهما من البيت كما أصبح محرجا أمام أصدقائه ومعارفه أمام السلوكات الانحرافية لزوجته الشيء الذي اضطر معه بمغادرة مدينة طنجة التي لم يفارقها طيلة حياته في اتجاه مدينة سيدي يحيى الغرب وبالضبط دوار الشنانفة الذي تقطن به أخت زوجته. هناك اكترى بيتا ب 250 درهما للشهر وتمكن من الحصول على عمل بفضاء الغرب بجانب الدوار والذي يشتمل على مقهى ومحطة للوقود وفضاء ترفيهي للألعاب ومحطة لغسل السيارات والشاحنات، حيث كان يشتغل بحكم درايته بهذه المهنة غير أن حياتهما الزوجية لم تكن على ما يرام بفعل تمادي الزوجة في تعاطيها لمختلف أنواع المخدرات والخمور بالاضافة إلى خيانتها له مع أشخاص آخرين إذ لم يكن يمضي يوم واحد بدون خلافات وصدامات. تحولت حياتهما إلى جحيم لا يطاق وأصبح الزوج يعاني حالة نفسية متردية بفعل نظرات وهمسات سكان الدوار وفي مقر عمله الذي أصبح مهانا فيه بفعل سلوكات وتصرفات زوجته. إلى أن بلغ السيل الزبى، حسب تصريحاته. و خلال الساعات الأولى من يوم الأحد 05 أبريل الماضي، استيقظ على الساعة الثانية صباحا، ولم يجد زوجته التي كانت ترقد بجانبه، فخرج للبحث عنها إلى أن عثر عليها بجانب الدوار تعاقر الخمرة والمخدرات مع شخصين لم يتعرف عليهما لهروبهما أثناء حضوره ، حيث شرعت زوجته البالغة من العمر 22 سنة ، و،هي في حالة سكر بين، في توجيه لكمات له وهو ما جعله تنتابه حالة هستيرية انتزع على إثرها غطاء رأسها وطوق به عنقها وبدأ في لفه بإحكام وبقوة كبيرة إلى أن زاغت عيناها في محاجرها وخمد صوتها في الحلق لتسلم الزوجة الروح إلى باريها. وبعد ما تأكد من وفاتها حملها على كتفه ليتم رميها داخل بئر بدوار " الشنانفة " الذي يقطنان به في محاولة منه لطمس معالم الجريمة ثم عاد إلى البيت الذي يكتريه وجمع أغراضه والتحق بمقر عمله بفضاء الغرب ليمكث به إلى بزوغ الشمس من نفس اليوم، ويطلب من مشغله التغيب ومده بأجرته عن أيام عمله بمبرر الذهاب إلى طنجة لزيارة والديه . الجاني والزوجة ظلا مختفيين وبيت الزوجية ظل شاغرا وتساؤلات سكان دوار " الشنانفة " ظلت بدون أجوبة حول اختفائهما منذ يوم الأحد 06 أبريل غير أن يوم الأربعاء 09 أبريل على الساعة التاسعة مساء سيكون يوم فك لغز اختفائهماو بعد توصل والدها القاطن بدوار " أولاد سيدهم " بضواحي سيدي يحيى الغرب بمكالمة هاتفية من صديق لزوج ابنته يخبره فيها أن ابنته قتلت وتم رميها ببئر الدوار، ليتم إخبار مصالح الشرطة التي هرعت إلى عين المكان رفقة الشرطة العلمية وعناصر الوقاية المدينة. تم إخراج الجثة من البئر التي تمت معاينتها وهي في حالة بداية تحللها وتم نقلها بعد التأكد من هويتها إلى المركب الجهوي الاستشفائي بالقنيطرة قصد إخضاعها لتشريح طبي للكشف عن الملابسات الحقيقية للوفاة لتباشر بعده عناصر الشرطة القضائية أبحاثها وتحرياتها التي أسفرت نتائج بحثها الأولى عن توجيه الاتهام إلى زوجها الذي كان على خلاف وصدام يومي معها بشهادة الجيران بفعل تعاطيها للمخدرات بجميع أشكالها وممارستها للفساد مع أشخاص آخرين حسب شهود من سكان الدوار الذين أكدوا حسن سلوك زوجها وعلاقته الطيبة مع ساكنة الدوار والمتعاملين معه في العمل . الجاني بعد ما تيقن أنه أصبح مبحوثا عنه وبعد صحوة ضمير قرر وبمبادرة فردية منه تسليم نفسه إلى ولاية الأمن بطنجة يوم 14 أبريل الجاري والاعتراف بما اقترفته يداه في حق زوجته المنحرفة وكشف المستور بعد إحالته على عناصر الشرطة القضائية بسيدي يحيى الغرب وإماطة اللثام عن جريمته التي كادت أن تدخل في مصاف الجريمة الكاملة لولا قضية يقظة ضمير طارئة وعذاب نفسي أرغم صاحبه على الاعتراف بجريمته بالإشارات عن طريق شخص مختص يترجمها إلى كلام وأقوال للمحققين لكون الجاني شخص أبكم اعترف بجميع تفاصيل حياته مع الزوجة القتيلة بإشاراته العفوية التي كان يتحدث بها والتي تأثر بها إنسانيا المحققون الذين باشروا التحقيق معه خاصة وأن تحرياتهم أسفرت عن تمتعه بخصال لا يمكن أن يرتكب صاحبها جريمة قتل .