مائة عام مضت، وحديقة اليوطي الفضاء البديع، يجتذب الأجانب والفئات البورجوازية من البيضاويين، من أجل التنزه والإستمتاع بالهدوء ، فضاء قريب جدا من التجمعات السكنية ومقرات العمل الإدارية وكاتدرائية (ساكري كور)، هذا المتنزه الذي يسمى حاليا حديقة الجامعة العربية، صمم سنة 1913 ، على يد المهندس الفرنسي ألبير لابراد، طبقا للتصاميم التي رسمت بها حدائق باريس، ووفقا لقياساتها وشكلها المنظم 0 حديقة الجامعة العربية ، فقدت في السنوات الأخيرة أكثر من نصف مساحتها الخضراء، بسبب اكتساح بالمباني الإسمنتية وظهور أنشطة مختلفة أزالت عنها طبيعتها الهادئة وانسجامها المريح، خاصة بعد ظهور فضاءات رياضية وترفيهية بشارع مولاي يوسف، فالضوضاء أصبحت تخترق هدوء المكان 0لكن بعد عقود من الإهمال ، الجنرال اليوطي يستعيد اليوم أمجاده بالدارالبيضاء، فالتعليمات الملكية لمجلس مدينة الدارالبيضاء، نصت على ضرورة توسيع فضاء حديقة الجامعة العربية، واسترجاع الأملاك الضائعة بشكل عشوائي 0 التصور الأولي لإعادة هيكلة الحديقة، كان يقتضي إدخال تعديلات طفيفة وجزئية على الفضاء بالممرات والطرق والأغراس ، لكن جلالة الملك وفق ما أكدته مصادر مطلعة للجريدة ، أبدى اعتراضه على التصور الأولي لدى عرضه عليه ، و قدم عدة ملاحظات و تعديلات على التصور السابق ، مؤكدا جلالته أن « الفضاء يتواجد في قلب الدارالبيضاء ، ومساحته الأصلية 35 هكتار لم يتبق منها إلا 16 هكتار فقط... » ، لذلك وجه الملك تعليمات واضحة لمسؤولي المدينة، بضرورة استعادة المساحات السابقة لصالح الحديقة 0 «التعليمات الملكية عجلت باعادة تصميم الحديقة من جديد...» يوضح محمد العسري رئيس قسم الحدائق بمجلس المدينة، حيث وضع تصميم جديد يتوافق والتعليمات الملكية، وتعيين طلب عروض دولي شاركت فيه مؤسسات وطنية وأجنبية ، فاز خلالها مكتب دراسات فرنسي (اتوليي ايف ليون ) بعد منافسة بين ثلاث مكاتب دراسات، ويفترض اليوم (الجمعة) أن يقدم المكتب المذكور التصميم النهائي والتفصيلي 0 إعادة تهيئة حديقة الجامعة العربية، تدخل في إطار برنامج ترميم الحدائق والفضاءات التاريخية بالمدينة، و يقوم تصور المشروع على استرجاع الملك العام، وتحريره من يد أصحاب المقاهي والنوادي الرياضية، و بعض الإدارات (إدارة المياه والغابات، مستودعات ...)، والبنايات العشوائية، كما سيتم هدم أحد الجدران التي تحجب الفضاء عن شارع ابراهيم الروداني، بهدف انفتاح الحديقة على المحيط، وإتاحة الفرصة لسكان مناطق مرس السلطان وشارع الحسن الثاني وزنقة أكادير، بالتنقل وسط ممرات الحديقة صوب حي المعاريف ومركز المدينة0 فضاء الألعاب (ياسمينة) الممتد على خمسة هكتارات، يتم الإعداد لتوزيع مرافقه على أرجاء الحديقة، كما ستقام مجموعة من النافورات والممرات لهواة رياضة الجري0 المشروع يتضمن كذلك إحداث باركينغ للسيارات، يستوعب 700 سيارة على طابقين بالقرب من شارع الراشدي، في المكان المعروف بساحة (نيفادا)، فيما لاتزال الدراسات جارية حول إزالة البنايات التابعة للقوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، وكذا مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بشارع الروداني 0 بداية أشغال الترامواي كانت وراء تسريع وتيرة الدراسات التقنية يقول مصدر مطلع ، والهدف طبعا هو إعادة هيكلة حديقة الجامعة العربية، و تطوير الفضاء ووسائل الترفيه داخله بغلاف مالي يصل إلى 26 مليار سنتيم،، ذات المصدر أكد أن جلالة الملك، يصر على « تعزيز فضاء الحديقة وتحويلها لمنتزه حقيقي للبيضاويين، و التفكير في إكساب الفضاء مساحة إضافية تتعدى عشر هكتارات » 0 محمد ساجد أقر في تصريح ل «الأحداث المغربية» أن المساحة الإجمالية لحديقة الجامعة العربية، تناهز 30 هكتار، ولكنها مع ذلك موزعة بطريقة عشوائية على ضفتين بين شارع مولاي يوسف وماري كيري، وتسودها نشاطات لا علاقة لها بالترفيه، لذلك اعتبر مشروع هيكلة هذا الفضاء، من الأولويات الملحة، مشيرا أن دراسات ممولة من مؤسسات خارجية كانت انطلقت قبل مدة، لكنها تعثرت بسبب عدم التوصل بالإعتمادات المالية الكافية ، لذلك اعتبر العمل الجاري حاليا بمثابة استعادة لأمجاد فضاء عريق بالدارالبيضاء 0